الصحف تخرج سافرة بعناوين لم تكن تحلم بها يوماً ما )وفيات وإصابات بالكوليرا في ولاية النيل الأزرق..هي هي نفسها الصحف التي كانت تطلق على الكوليرا اسم الدلع الإسهالات المائية ، لأن مقص الرقيب و أوامر السلطان إبان النظام البائد كانت تحّرم وتجرم الأتيان بكلمة الكوليرا في الإعلام ويعتبرون الحديث عنها مساس بالأمن القومي.
ورغماً عن ذلك يسألونك ما الفرق بين المدنية والعسكرية..!!
التلفاز والإذاعات والصحف يخرجون عن صمتهم لأول مرة ويتحدثون عن إصابات في موكب مليونية القضاء نتيجة لتدخل الشرطة واستعمال الغاز المسيل للدموع ، ويسترسلون ويفيضون في التفاصيل أحدهم جرح وآخر تعرض لكدمات وثالث أنزلق ، ذلك رغماً أنهم هم هم أنفسهم أجهزة الإعلام التي كانت تغض الطرف عن التقتيل والسحل والاعتقال والتعذيب حتى الموت وإهانة الحرائر والبطش والترويع بالأطفال وحتى كبار السن أيام المخلوع.
ورغماً عن ذلك يسألونك ما الفرق بين المدنية والعسكرية..!! أجهزة الإعلام الساقطة دوماً هي التي تنبري الآن لتأجيج النيران وإشاعة البلبلة حول الدين وإبراز آراء خطباء الفتنة ، وتقوية صوتهم رغم أنه لم يجرؤ أحد منهم من قبل ويحدث رئيسهم المخلوع عن ما علاقة المؤتمر الوطني بالإسلام؟ وهل كان الفساد والنهب والسلب وضرب أركان الاقتصاد وحيازة النقد الأجنبي والتطاول في البنيان من أركان الإسلام، أم أن فهمهم للدين لا يتجاوز “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع” .
ورغماً عن ذلك يسألونك ما الفرق بين المدنية والعسكرية..!!
الإعلام الذي يتحدث الآن عن تسرب أدوية مغشوشة للصيدليات، هو نفسه الإعلام الذي لم يتجرأ من قبل على الحديث عن نقص حاد في الأدوية المنقذة للحياة ، وعن منظمومة الدغمسة في الإمدادات الطبية وتمدد نفوذ آل البيت.
ويسألونك ما الفرق بين المدنية والعسكرية..!!
الإعلام الذي تحدث وأفاض عن فضيحة في المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء حمدوك و وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، هو نفسه الإعلام الذي )عمل رايح ( من فضيحة فانيلة اللاعب ميسي
ورغماً عن ذلك يسألونك ما الفرق بين المدنية والعسكرية..!!
خارج السور :
الفرق أنكم أصبحتم أحراراً..!!