إن بث روح التفاؤل والأمل بإمكانية تحقيق أهداف الثوره، والإشادو بما ينجز والنقد البناء للأداء الحكومي ،هو الدور المطلوب من الإعلام السوداني في هذه المرحله الحساسه في تكوين الدولة السودانية.
إن وجود حكومة الدكتور حمدوك الانتقاليةعلى أرض الواقع لم يقابله حتى الآن إعلام يملك الحقائق بشفافية، ويدعم الخط الثوري للمجتمع المتفائل بمستقبل واعد.
إن المتابع منذ اليوم الأول لتولي الوزاره ليجد تنافراً واضحاً بين المكونين السياسي والإعلامي داخل السودان، فالحكومه والشعب في اتجاه، والإعلام بكل فروعه المرئية والمقروءه في الغالب في اتجاه آخر.
لن أقول اتجاهاً معادياً، ولكن في محاولات لا تنتهي من بث روح الخيبة والتشكيك في قدرة الوزراء أنفسهم على العمل، ناهيك عن محاوله إحياء المؤتمر الوطني، كأنه مظلوم، ويسعى إلى مصلحة الوطن.
فكيف لهذه الحكومه الوليدة حديثاً، والتى تحمل آمال السودانيين ألا تكون محاطة برعاية إعلامية تساعدها محلياً ودولياً على توضيح أهدافها وتحقيقها، كما أن التأخر في معالجة توجهات القنوات التلفزيونية السودانية لتتجه صحيحاً بما يواكب مسيرة البلاد نحو التقدم من شأنه بث روح التشاؤم والانقسام، غير العدد المقدر من الصحف التي تصدر في السودان، والتي يبدوا جلياً عدم توافقها وموافقتها للعمل لمصلحة البلاد، فهي كالذي يحمل معولاً للهدم، ولا يساهم في البناء، وذلك باستمرارها بنفس النهج الكيزاني البائد، الذي يعتمد الخداع والتضليل وبث روح التفرقة.
إن من المعالجات الضرورية وفقاً للحاجة الملحة حقاً إنشاء مكتب إعلامي يتبع لرئاسه الوزراء بمتحدث رسمي يوضح سير أداء الحكومة وخططها بشكل دوري أسبوعياً كان أم شهرياً، ويستخدم كل منصات الاعلام مرئيه مقروءة ومسموعة، وان تعمل الحكومة على إصدار صحيفة رسمية بروح السودان الجديد تساهم في نشر ثقافة الوعي، والعمل على توحيد الرؤى، والتركيز في بناء مجتمع الدولة بناءً صحيحاً، والمساهمه في التنوير وإزاله ثقافة التضليل التي عمل النظام الكيزاني على زرعها طيلة ثلاثة عقود ماضية.
ولكي يغلق الباب أمام الأجندات والشائعات التى من شأنها إحباط مجهودات الشعب لمستقبل واعد.