من عادات قبائلنا: الدامرة والشوقارة عند الكبابيش

د. سلوى عبدالمجيد أحمد المشلي

قبيلة الكبابيش كلها واقعة تحت خط 14، يحترفون رعي الابل والضأن، وبعضهم يحترف الزراعة.

يمتاز الكبابيش بالوحدة الاجتماعية اي يؤلفون وحدة واحدة رئيسهم الأعلى ( الناظر)، ويخضع له الافراد ورؤساء الاقسام والعشائر والبطون.

هذه القبيلة العظيمة تتألف من عدة قبائل اندمجت على مر القرون عن طريق الغزو و المصاهرة وغيره، لذلك لها اوسام مختلفة لاقسامها الستة والعشرين.
ارتحال القبيلة:
رحلة الشوقارة:
يرتحل شباب القبيلة من مناطق الدمر ( بضم حرف الميم) فيشوقرن في بداية الخريف عند ظهور الطائر ام بشار ولربما سمي هذا الطائر بهذا الاسم لان ظهور الطائر يبشر بالخريف والمطر، ومن ثم يرتحل الشباب من الرعاة مع الابل بحثاً عن المرعى و الكلأ .
هنا القبيلة شبة مرتحلة لاستقرار الأسر في مناطق الدمر.

رحلة النشوق:
عندما يعم الخريف يرجع الشباب وترتحل القبيلة مع الإبل والبهايم فيما يسمى ب(النشوق).
مظهر الرحلة:
ما اجمل الرحلة في بوادي السودان، إذ ترى الظعينة بمختلف الهوادج تمشي في إيقاع رتيب واحد، وخاصة هوادج النساء المزخرفة بالودع والمرايات وريش ذكر النعام الاسود والمصنوعات الجلدية من القرب والسعون وغيرها، والسيور الجلدية الرفيعة النازلة المزخرفة الودع في جنباتها، وهي تغوص في الرمال وتسمع صليل أجراسها من بعيد وصوت النقارة او النحاس وهو (يعدل) اي ترشد لطريق القافلة.
والابل المحملة بحطب الهوادج والزوادة و الرجال يقبضون بمقود الهوادج.

زاد الرحلة:

تبدأ النساء بالتجهيز للرحلة منذ الشوقارة بعمل زوادة للطريق للرعيان، وهي:
الشول:
كسرة من العيش تطحن بالمحراكة وتخمر وتعوسها النساء وتجففها وتضعها في كيس جلدي (جراب جلدي) يسمى الضبيّة.
الدامرقو:
حبوب الدخن تطحن بالمرحاك وتخمر وتجفف وتوضع في أجربة كبيرة بكسر حرف الجيم (جمع جراب) بضم حرف الجيم.
هي مادة جاهزة لصنع العصيدة الوجبة الرئيسية للبدو مع اللبن وغيره.
الدخن:
يحمص حبوب الدخن جافاّ على النار ويطحن ناعماً ويسمى(الدقيق النجيض)؛ لأنه وجبة جاهزة يؤخذ منها قليل ويضاف له ماء وسكر.
ولربما هنالك المزيد من الزوادة.