ما هالني في أثناء مشاهدتي لقاء السيد وزير الثقافة والإعلام العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ليس الشكل الذي بدا لي، وتعرفت بصعوبة فيه على عدد من المعارف والأصدقاء، وهم يتقدمون بشكاويهم للوزير، ولكنت لك الفواصل الموسيقية لفرقة الإذاعة والتلفزيون.
لا أدري ولكن أظن ان مخرج البرنامج قد تعامل بذات عقلية الإخراج التلفزيوني المملة التي تصر على استضافة مغنٍ، او فرقة موسيقية ضمن برامج لا تقبل القسمة.
أعرف أن للموسيقيين الإذاعيين والمغنين أيضاً شكاوى تتعلق بالأجور والضرائب، فلماذا لم يجأروا بالشكوى مثلهم مثل غيرهم؟. للأسف لم أشاهد ردود السيد الوزير لانقطاع البث الحي، ولكني لاحظت أن مضمون مداخلات المتحدثين انحصر فقط في فضاء الشكوى من بؤس الأوضاع داخل الجهازين ما عدا ماجدة عوض التي انتقلت الى خارج الحوش، وانتقدت الوجود الكثيف للعسكر وإخوتهم الأمنيين على الشوارع المحيطة بمبني الهيئة، وذكرت أنه صار يثير في العاملين الرعب.
واقع الأمر كنت أنتظر مضمونا إضافياً من العاملين والعاملات في التلفزيون خاصةً يتعلق بالإجابة عن أسئلة مهنية فنية وجمالية غير سياسية مثل: لماذا شاشة تلفزيوننا القومي متأخرة من نواحي الحلول أجمعها من تقديم في الشكل والمحتوى، وهو موروث منذ حقبة تأسيس الجهاز، وأساليب ديكورية لا تزال تعتمد على فكرة الصالون المنزلي الستيني بأعمدته وبلاستيكياته؟
لماذا التصوير يتبع ذات التكوينات التقليدية التي تشبه قذف الكرة بالجدار واستلامها دون مغامرة ابداعية مضافة؟. لماذا الغرافيك لا يزال غير مواكب للحلول الغرافيكية التي نشاهدها على شاشات القنوات الاخرى؟ ولماذا يبدو من كل هذا وذاك الإخراج أيضا محافظاً وغير مواكب؟
نعم أفهم ان الشكاوى من سوء الأوضاع حقيقية ولا بد من تحسين كامل للأجور والخدمات ووووووو كل ما تفضل به الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات نجدها مطالب عزيزة، ومن الضروري جداً الاستجابة العاجلة لها، ولكن وفي تقديرى كان يجب الا نكتفي بالمطالب لتحسين البيئة المالية والخدمية فقط بل بإضافة المتاعب التقنية المتعلقة ببيئة العمل، والقصور الواضح في المواكبة التقنية للمعدات والأجهزة، وآليات حفظ وتوثيق المواد، ومنها الارشيف السينمائي الذي لا نعلم مدى مضي عملية الديجيتلايزيشن الذي بصدده. الأجور والخدمات، وتحسين بيئة العمل، وتخفيف الوجود العسكري والأمني مطالب يمكن اتخاذ إجراءات علاجها بجرة قلم كما يقال.
وبقرار او قرارات تسبقها ولكن (الشناة) واعني شناة شاشتنا التي هي من صميم مكون القدرات العاملة ومهنيتها كيف لنا ان نتخلص منها؟ كيف نتمكن من إجراء عمليات تجميل تستهدف شكل الشاشة؟ علما باننا لا نطلب بشاشة فائقة، صاعقة الجمال والحلاوة ولكن بان تكون مقبولة تستقطب وتجذب الناس لا ان تخيفهم.
اعني ما لم يقال لسيادة الوزير هو اننا بحاجة ماسة لبرامج تدريب تشمل كل الأقسام والإدارات بان تستهدف العقلية المهنية في محتواها ونظامها الأساسي بتفعيلل خدمتها وجعلها تواكب مستجدات العلوم التلفزيونية والسينمائية وتعمل بجد و وفق أهداف فنية واضحة تجعلنا في مصاف القنوات التي تستحق ان تصعد فضائيا.
حصيلة ما لدينا حتى الان ليست اكثر من قنوات ارضية بكم الشكل والمحتوي لا تستحق الصعود الى الفضاء ما لم نجر ذات المطلب العام للتطور في عقلنا الجمعي من سياسي، وثقافي، واجتماعي، وفني بايجاد الروابط المطلوبة لها بالتفكير العلمي والعمل بنتائج العلم.