ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور رئيس الوزراء عبدالله حمدوك و هو يجالس عدد من الرؤساء و المسؤلين على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة بنيويورك، و كان لافتا احتفاء الجماهير لأول مرة بمن يمثلهم مخاطبا العالم عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، و ذلك بعد ثلاثين سنة لم يهتموا فيها ابدا بمن يذهب من الاساس .
و من الصور التي تداولوها كانت تغريدة ديفيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي على تويتر ، و التي عرض فيها صورة تجمعه بحمدوك و كتب عليها : ( اجتماع عظيم، شكرا لك ، أتطلع للعمل مع رئيس الوزراء حمدوك و الحكومة الجديدة في السودان من أجل ان لا ينام طفل و هو جائع .)
قرأت تغريدة المسؤل الأول عن برنامج الغذاء في الأمم المتحدة، فاسترجعت صور موجعة و إحصائيات مؤلمة عن الجوع و سوء التغذية في بلادنا نتيجة الحروب و الانهيار الاقتصادي و الفساد الذي ساد في عهد المخلوع و نظامه ، و جميعنا يعلم أن معظم الإحصائيات التي قد تقارب الحقيقة في زمان الإنقاذ هي الإحصائيات التي تصدرها منظمات دولية ، فالبشير و نظامه لا يصدرون تقريرا صحيحا و لا يسمحون بإجراء احصائيات شفافة، و يزورون الحقائق بسهولة كما يتنفسون، لذلك صنفت بلادنا في ظل حكمهم ضمن أسوأ بلاد العالم في الشفافية .
من المؤسف أن تقارير المفوضية الأوربية عن بلادنا في هذا الجانب مؤلمة للحد البعيد ، اذ يؤكد تقريرهم ان ٥٨% من السودانيين يأكلون في اليوم وجبة واحدة فقط ، هذا في الظروف العادية بينما في أوساط اللاجئين و النازحين فإن ٩٠% منهم يعيشون على وجبة واحدة في اليوم ، مع العلم ان بلادنا يوجد بها حوالي ثلاثة مليون لاجيء من داخل السودان و من خارجه ، هذا وضع كارثي بكل المقاييس ، و من افرازته ان حوالي اثنين مليون طفل و أم سودانيين مصابين بسوء التغذية ، و من المهم الإشارة إلى أن سوء التغذية مرض فتاك و انه من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال دون سن الخامسة في السودان .
نتمنى أن تسفر لقاءات حمدوك في بلاد العم سام خيرا للسودان، و أن يسفر بشكل خاص التعاون بينه و بين المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي على مشروع يخفف على الاقل من وطأة سوء التغذية في أوساط الأطفال ، أما الحديث عن تناول ثلاث وجبات للاجئين فهو حلم بعيد المنال في الوقت الحالي.
sondy25@gmail.com