خاطب رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك الاجتماع الاول للمجلس العالمي للدفاع عن الصحافة، مؤكداً حرص السودان على حرية الصحافة، والعمل على تغيير القوانين والتشريعات لضمان حرية الصحافة والإعلام وتحديد صلاحيات القوات الامنية في التعامل معها.
واشار رئيس مجلس الوزراء في خطابه أمام المجلس العالمي للدفاع عن الصحافة Global Media Defense Fund الذي انعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة إلى أن الموارد المتاحة للإعلام قليلة، ولكي يكون الإعلام حراً وقوياً يجب أن تتاح له الموارد الكافية، وألا يكون الدعم في بناء القدرات، بل ايضاً في بناء التحالفات وتبادل الخبرات مع الغرب.
وقال: “لقد أعادت الحكومة السودانية محطة البي بي سي للعمل في السودان، وأعاد السودان خدمة محطة مونت كارلو، وأن الحكومة السودانية مصممة على أن يعود الاعلام ليخدم شعارات ومطالب الشعب في الحرية والسلام والعدالة”.
وأضاف ان شبكة الجزيرة التي كانت اوقفت ايضاً قد ايدت للعمل، وقال: “نحن ندرك أن الديمقراطية تتعرض لهجوم، وأنه لا يوجد نموذج للديمقراطية يطبق، وانما هي وسيلة تتحسن بالممارسة، والاستفادة من الأخطاء، وانه علينا كحكومة وشعب تحمل ما تأتي به التجربة فالديمقراطية لا تقوم على فراغ، ونحن نرجو ونتوقع من اصدقائنا في الغرب مساعدتنا ودعمنا وتدريب الصحفيين والإعلاميين للعمل في مناخ ديمقراطي.
واشار حمدوك الى أن حديثه ومشاركته في منبر يدعو لحرية الصحافة وحقوق الانسان ما كان ليحدث قبل شهور قليلة ، شاكراً السودانيين والأصدقاء الذين جعلوا هذا الحدث ممكنا، مشيراً إل دور بريطانيا وكندا اللذين كانا وراء تأسيس ذلك المجلس.
و قال: “إن نضال الشعب السوداني هو نضال لأجل الحرية لشهور استمرت حتى تم التخلص من الديكتاتورية، وان شعار الثورة كان حرية وعدالة وسلام”.
وأضاف: “ان الجو العام والمناخ كان قمعياً جداً في السودان مع ذلك استمرت الثورة، وأن للصحافة دورًا مهماً في السلام، وهو الدعوة للسلام، وان الصحافة الحرة تساهم كثيراً في الدعوة للسلام، حيث يعاني السودان من وجود مناطق حروب في دارفور و كردفان و النيل الازرق؛ لذلك ينبغي السعي لخلق جو يدعو للسلام والتخلص من الفساد بكشف مصادره وان تكون الحكومة تحت المجهر دوماً”.
وقال حمدوك: “اريد التأكيد بأننا في السودان الجديد لن نقوم باعتقال أو سجن صحفي، وندعوكم للحضور الى بلادنا ونقل تجربتنا ونجاحاتها وفشلها سلبا وايجاباً”.
وعبر عن شكر السودان وتقديره ان يصبح من الاعضاء المؤسسين لهذا المجلس.وأعلن د. حمدوك ان حكومته سعت لإزالة كل القوانين القمعية وتغيير القيادات الاعلامية في التلفاز وغيره، وسعت إلى خلق جو يساهم في الانفتاح الاعلامي وانها تقوم بتغيير كثير من القوانين في المؤسسات الامنية والشرطية والعدلية لكي تكون محايدة.
وقال حمدوك لن نسمح للشرطة التي تعودت في الماضي على قمع المتظاهرين بالقيام بذلك مستقبلا. وشكرالمنظمين لدعوة السودان على ذلك اللقاء المهم.
و كانت السيدة امال كلوني قد رحبت في بداية اللقاء برئيس الوزراء في وجود اللورد طارق أحمد ممثل الحكومة البريطانية لحقوق الإنسان،.وقالت السيدة امال كلوني المبعوثة الخاصة للملكة المتحدة حول الحريات الاعلامية، حسب سونا: “إننا على استعداد لمساعدة السودان والصحافة، ونحن في غاية السرور بأن نسمع أن حكومة جديدة تسعي إلى مساعدة الصحفيين بينما المتعارف أن الحكومات الجديدة تسعى لقمع الصحفيين” .
وأضاف لورد أحمد أن الإعلام الحر ركن اساسي لأي ديمقراطية في العالم، وتقوم عليه كل الحريات الأخرى . وكان الموضوع الأساسي للقاء هو “ما هي التحديات التي تواجه الإعلام وكيفية تخطيها؟ “وأعلن لورد أحمد أن ثلاثين دولة وقعت الآن على ميثاق “حماية وحرية الصحافة ” وهي الآن الدول المؤسسة لهذا التجمع ومن بينها السودان؛ بما يعني أن على هذه الدول أن توائم قوانينها لتصبح على أعلى مستوى في الحماية للإعلام، وأن بعض الدول تحتاج إلي دعم مادي وفني للوصول لهذه المرحلة، وـن مهمة هذه المجموعة والمجلس هي حماية الحريات حول العالم وحرية الصحافة اولاً.
ورحب اللورد لورد أحمد بمشاركة السودان ممثلاً في رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك والذي قال انه مثال حي لكيفية وقوع التغيير حينما تقوم ثورة سلمية شعبية، وأنه لاول مرة منذ ثلاثة عقود يمكن للصحفيين السودانيين أن يعملوا دون خوف.
.يشار الى ان الاجتماع و قيام المجلس كانا بمبادرة من كندا والمملكة المتحدة ومشاركة اليونيسيف والولايات المتحدة وفي حضور عالمي كثيف استمع للتجربة السودانية و التغيير الذي وقع حيث كان الدكتور حمدوك احد ضيوف الشرف الاساسيين. و تحدث في اللقاء الصحفي الايراني جاسون رضيان والذي دعا الى مؤازرة الحريات الصحفية ودعمها في السودان، داعما لمسعى رئيس الوزراء في العمل على البناء الديمقراطي و الحريات رغم التحديات.