كلام الناس
جاء خطاب رئيس وزراء حكومة الشعب السوداني عبدالله
حمدوك أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة معبراً عن النقلة النوعية التي حدثت في
السودان بعد سنوات من الغياب عن الأسرة الدولية نتيجة لسياسات الحكم السابق.
هذا ما عبر عنه حمدوك عندما قال: “إن ثورة الشعب
السوداني العظيم جاءت لتعيد بناء وتعزيز قيم التعايش الإنساني في السودان، ولتغلق
صفحة ثلاثة عقود مقيتة من القمع والقهر والتمييز والاحتراب بين أبنائه وقبائله”.
أضاف قائلاً: “إن ثورة الشعب التي رفعت شعار
“حرية سلام عدالة” حددت المبادئ التي تحرر الشعب من قيود القمع وامتهان
الكرامة؛ ليبني وطنه، ويسهم مع شعوب العالم في بناء عالم سعيد يسعنا جميعاً”.
قال: “إن السودان دخل في حقبة جديدة ومختلفة عن
نهج الأعوام الثلاثين الماضية في علاقته مع العالم يمد فيها أيادي الصداقة
والتعاون مع جيرانه وعموم دول العالم؛ مسترشداً بقيم الإنسانية، وميراث الحكمة
السودانية”، مؤكداً التزام الحكومة بالقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان،
والعمل تعزيزها والمساهمة الفاعلة في صون الأمن والأمان الدوليين.
أكد حمدوك أن الشعب السوداني لم يكن أبداً داعياً أو
داعماً للإرهاب، بل كان ذلك من سياسات نظام الحكم السابق الذي ثار الشعب ضده حتى
خلعه، ودعا حمدوك الولايات المتحدة الأميركية إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول
الراعية للإرهاب.
أوضح ان التحديات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية
تتمثل في وقف الحرب وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، وأن الطريق لذلك يتم
عبر تحقيق العدالة ومخاطبة جذور المشكلات، ومعالجة أسباب الحرب، ورتق النسيج
المجتمعين وتعزيز أواصر التعايش السلمي، وثقافة السلام، والتسامح وسط كل مكوناته.
أكد أمام العالم عزم الحكومة على بناء دولة القانون
والمواطنة والتنمية المتوازنة وحماية حقوق السودانيين وأمنهم وأمانهم ورعاية
مصالحهم في وطنهم وفي العالم، ومعالجة أوضاع النازحين واللاجئين، وتعويضهم بالشكل
اللائق عن الأضرار التي لحقت بهم جراء النزاعات المسلحة.
لم ينس الحديث عن التحديات الاقتصادية، وقال: “إن
هذا يتطلب إطلاق عملية تنموية وطنية شاملة تعزز الحوكمة الاقتصادية، ومحاربة
الفساد والالتزام بمعايير الشفافية والنزاهة وحسن التخطيط، وإدارة موارد السودان
المتنوعة بما يحقق الاكتفاء الذاتي، ويتيح فرص التعاون الإيجابي والشراكات الذكية
مع دول المنطقة والعالم، والاهتمام بتطوير ودعم خدمات الصحة والتعليم وإمداد مياه
الشرب النقية وغيرها من الخدمات”.
في ختام خطابه أمام العالم حيا النساء والشباب وخص
بالتحية المرأة السودانية لمساهمتها المقدرة النادرة المثال بمشاركتها الفاعلة في
الحراك الثوري، وأعلن التزام الحكومة بالعمل على إنهاء كافة أشكال التمييز السالب
المؤسسي والمجتمعي ضد المرأة، وأكد أن شابات وشباب السودان هم من صنعوا الثورة،
وأنهم هم من سيصنعون المستقبل الذي أرادوه كما يحبون.
هكذا أسمع رئيس حكومة الشعب عبدالله حمدوك صوت السودان
الديمقراطي للعالم، وفتح صفحة جديدة أطلق عليها من قبل “شهر عسل السودان مع
العالم أجمع”.