سوف أسوق أدناه ثلاثة نماذج لفساد وتشوه اقتصادي منع مرور رصيد ضخم من العملات الصعبة عبر بنك السودان المركزي ، مما أدى ضمن أسباب أخرى إلى انهيار الاقتصاد في بلادنا في عهد نظام الإنقاذ الكالح، لو تمت معالجة هذه النماذج بالسرعة المطلوبة من قبل حكومة الثورة فالبلاد موعودة بالبشريات مبكراً.
أولها الذهب، حيث يرقد السودان فوق كنوز من الذهب، و يقدر المستخرج السنوي من الذهب في السودان بما لا يقل عن ٦ مليار دولار، و لكن أكثر من ٧٠% من هذا المبلغ لا تدخل إلى الخزينة العامة للدولة، إذ يتم تهريب الذهب عبر طرق غير قانونية، وبرعاية من نافذين في الدولة.
ضبط الفساد الذي يحدث في تصدير الذهب سوف يمنح حمدوك عائداً هائلاً من العملة الصعبة.
ثانيها المغتربون، إذ تقدر تحويلات المغتربين السودانيين بالخارج في عهد المخلوع البشير بمبلغ ٤ مليارات دولار سنوياً، و لكن كل هذه العملات الصعبة لا تمر عبر الجهاز المصرفي الرسمي وإنما عبر تجار العملة والسوق السوداء، الذين ينشطون تحت حماية نافذين فاسدين في سلطة البشير.
استعادة علاقة السودان الاقتصادية الطبيعية مع العالم وفتح النوافذ المغلقة بين البنوك السودانية والبنوك العالمية مع محاربة فساد تجارة العملة سوف يضخ كل هذه المبالغ في شريان المصارف السودانية الرسمية، وسوف يوفر رصيداً ضخماً من العملات الأجنبية سيساهم في استقرار سعر صرف الجنيه السوداني .
ثالثهم حصيلة الصادر ، فساد الكيزان و تلاعبهم في حصيلة الصادرات السودانية يفقد البلاد سنوياً ما لا يقل عن ٣ مليارات دولار، إذ في العام الماضي بأكمله لم يتحصل بنك السودان إلا على أقل من ١٠% من حصيلة الصادر مع ملاحظة وجود أكثر من ٤٠٠ شركة تصدير واسم تجاري في قطاع الصادرات.
ضبط قطاع الصادرات وتحصيل عائدات الصادرات أولاً بأول سوف يوفر موردا ثابتاً وعظيماً من العملة الصعبة لخزينة الدولة مع التنويع والتوسع المتوقع حدوثه بعد الثورة في تصدير المنتجات السودانية في ظل وجود بيئة عادلة للمنافسة التجارية لا يسيطر فيها على السوق حزب أو شخص أو جماعة سوف يزيد من قيمة الصادرات و بالتالي يرفع من قوة الاقتصاد عموماً.
هذه ثلاثة نماذج فقط لفساد اقتصادي دمر اقتصادنا، لو أحسنت إدارتها من قبل حكومة الثورة سوف توفر رصيدً ضخماً من العملات الصعبة في المؤسسات المالية الرسمية مما يساعد على استقرار الاقتصاد.
الفرص موجودة لاستعادة عافية البلاد والمطلوب فقط الهمة ومحاربة الفساد واستعادة موقع السودان الطبيعي في وسط السوق الاقتصادية العالمية.
sondy25@gmail.com