قدم مركز راشد
دياب للفنون ضمن أنشطته الثقافية والفنية -برعاية شركة سكر كنانة المحدودة ”
لمسة وفاء” للفنان السني الضوي في الذكرى الأولى لرحيله.
وقد شكّل السني
مع زميله ورفيق دربه الراحل المقيم إبراهيم أبوديه ثنائي العاصمة. حضر الامسية عدد
من أهل الفكر والفن والثقافة، ومنهم وكيل وزارة الثقافة والاعلام ممثل وزير
الثقافة والإعلام الاتحادي د. جراهام عبدالقادر، ومحمد ميرغنى الذى قدم مع مبدعين
آخرين شهادات حول تجربة الفنان السنى الضوى صاحبها تقديم فواصل غنائية قدمها كل من
الفنان أنس عبدالله، وإخلاص تاج الدين وأمجد السراج، والثنائي يس وخنساء، والعازف
الفنان عبدالله كردفاني، وهى جميعها من ألحان السني الضوي، وتغنى بها عدد من
الفنانين.
أدار الأمسية الإعلامي
عوض أحمدان الذي وصف الراحل السنى الضوى بأنه كتاب مفتوح؛ لافتاً إلى أنه ترك إرثاً
غنائياً ولحنياً غزيراً داخل مكتبة الاذاعة السودانية.
وبداية توقف الفنان محمد ميرغني عند مجموعة من المحطات فى حياة الراحل السني الضوي، فقال إنه رفيق درب ليس فى مجال الغناء وحسب، وانما هذه العلاقة امتدت الى محيط الأسرة، وذهب إلى أن الراحل كان متأثراً بالثقافة العربية والمصرية.
وألقى ميرغني
الضوء على عدد من الاغنيات التى لحنها السني الضوي من بينها أغنية “عاطفة
وحنان”.
وقدم د. أيمن حسن
أبوسبيب سرداً تاريخياً لفرقة ثنائي العاصمة، وتوقف فى عدد من محطات الوفاء للراحل
المقيم السني الضوي، وكانت المحطة الأولى رحيل الفنان محمد الحويج الذي كان يمثل
العضو الثالث لثلاثي العاصمة، الذي رحل في العام 1964م والمحطة الثانية تمثلت فى
وفاة رفيق دربه الفنان إبراهيم أبوديه، فقال: إن السني الضوي مدرسة منفردة فى مجال
الوفاء والإخلاص قبل أن يكون مدرسة فنية متكاملة في مجال التلحين والغناء.
وتحدث أبوسبيب عن
قيمة الإيثار بين الفنانين، وأشار إلى أن ثنائي العاصمة تنازل بطيب خاطر عن كثير
من الأغنيات لزملائهما الفنانين من بينها اغنية “عاطفة وحنان يا ناس” للفنان
محمد ميرغني وغيرها من الأغنيات، وذهب إلى أن السني الضوي لحن أغاني من أكثر من 29
شاعراً، وقدم عدداً من الاغنيات لمجموعة من الفنانين الشباب؛ لافتاً إلى أن الراحل
السني يمتلك عبقرية فذة تجلت فى تعامله مع الثنائيات، فقدم أغنيات كبيرة ورائعة
ظلت خالدة في الوجدان السوداني.
وأكد عبد الباقي
خالد عبيد أن الراحل السني يعدّ من الفنانين العمالقة الذين جمعوا موهبة الغناء
وموهبة التلحين، وكذلك موهبة العزف على آلة العود.
وركز عبدالباقى فى حديثه على تجربته اللحنية،
وذكر أنه قدم ألحاناً جميلة ورائعة لعدد من الفنانين، مثل: الفنان إبراهيم عوض فى أغنية
“مين قساك”.
وكشف عبدالباقى أن ألحان السني الضوي مستمدة من
مدائح أولاد حاج الماحي، ويرى أنه تأثر في تجربته الغنائية بالفنان التاج مصطفى؛
بوصفه كان أحد الفنانين الكبار، فيما تأثر الفنان إبراهيم أبو ديه بالفنان عثمان
حسين، لافتاً إلى أن أبوديه يعدّ من أميز الفنانين وسط جيله، إضافة إلى أنه يمتلك
صوتاً غنائياً جميلاً، كما أن أبو ديه قد سبق الفنان السني الضوي في مجال الغناء.
وأكد عبيد أن الراحل السني الضوي تعامل في
تجربته اللحنية مع مدارس مختلفة من مدارس الشعر الغنائي، وأسس لتجربة لحنية متفردة
وناجحة بكل المقاييس، وأرجع سبب هذا النجاح إلى الموهبة الفذة والكبيرة التي يتمتع
بها الفنان والملحن السني الضوي.
والفنان السني
الضوي ولد في مدينة نوري بالولاية الشمالية في العام 1936م، وتوفى في الخامس عشر
من شهر أغسطس عام 2018م، بعد عمر ناهز الـ 82 عاماً، وكان حافلاً بالعطاء في تجربة
لحنية وغنائية ثرة خلدت كثيراً من الأغنيات التي تتربع وجدان كل السودانيين.
وقد
بدأ مسيرته الفنية في أوائل الستينيات من القرن الماضي بعد أن تعلم العزف على آلة
العود، وذلك بالتغني بأغنيات الفنان التاج مصطفى، ثم انتقل بعدها إلى موهبة
التلحين فكانت أشعار زميله الشاعر محجوب سراج البوابة الرئيسة، والمدخل الأول لهذا
العالم.
لحن
مجموعة من الأغنيات لعدد من الفنانين، أبرزهم الفنان إبراهيم عوض الذي لحن له
أغنية ” مين قساك، وأغنية ليه بتسأل ، وقاصدني وما مخليني”.
أدت
المصادفة دوراً مفصلياً في اللقاء الذي جمعه مع إبراهيم أبوديه، وذلك عندما وضع
أبوديه عدداً من الأغنيات أمام السني الضوي لتلحينها وعلى ضوئها تكون ما يعرف
بفرقة ثلاثي العاصمة في عام 1962م مع العضو الثالث محمد الحويج، حتى وفاته في عام
1964م، فصارت الفرقة بعد هذا الرحيل بتُعرف ثنائي العاصمة.