انتهى الغبار الكثيف المثار لنحو أربعة أيام، بتسمية خليفة للفريق طه الحسين، مدير مكاتب الرئيس ومبعوثه الشخصي لدول الخليج، بعد ما ملأ الدنيا ضجيجاً، لكن، هل الهدف طه في نفسه، أم أنه مجرد ظل أرادوا طعنه، فوصلت الرسالة.
كان لافتاً منذ انتخابات 2015م أن الرئيس أسقط غطائه السياسي الذي أوصله إلى السلطة، ففي الحملة الانتخابية تلك، ودع الرئيس شعارات (الإخوان) وحلت محلها أشعار محجوب شريف.
لكن الصدمة، كانت تلك التي فجرها الرئيس قبل تلك الانتخابات بنحو شهرين، إذ أعلن من الإمارات في حوار مع صحيفة (الاتحاد) نُشر في فبراير 2015م، موقفاً صارخاً تجاه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وكانت الرسالة واضحة.
الرد جاء واضحاً وعاجلاً.. بدأت الانتخابات، فكان قد انكشف الغطاء فعلاً، في تلك الانتخابات، كان كل شيء مكشوف فيها على الهواء وعلى الطريقة الفضائحية، عزوف لافت، موظفون غارقين في النوم، وخطابات من المفوضية تحذر موظفيها من النوم. كان كل ذلك، يشير إلى طرف ما يدير المعركة، وبإمكانه نسف كل شيء. هذا الطرف لخّص تلك الانتخابات في كلمة واحدة، (من غيرنا؟) .
ثم في ذات عام الفوز، كانت عاصفة الحزم تهب بقوة وتهز جذور الخرطوم، رمى الرئيس بثقله في الحلف السعودي، وقتها كانت المملكة قد صنفت (الإخوان) جماعة إرهابية، ما يعني أن الخرطوم نزعت (إخوانيتها) وارتمت في حضن الخليج، وهذا الحلف السعودي الإماراتي، مزعج لـ (إخوان) الخرطوم بالضرورة.
مثل الخليج مفتاح بوابة التطبيع مع الولايات المتحدة، ولو أن الخليج لم يحصل على التطمينات الكافية، لم يكن ليمضي في خطوات واسعة لفك حصار الخرطوم، فهو مستفيد والطرف الآخر مستفيد، ولكل ثمنه.
قدر الفريق طه أنه واجهة هذه المرحلة، بل أن الفريق لم يجد حرجاً في أن يعلن رسمياً، منذ رفع العقوبات، أنه عرّاب تصفير الإنقاذ، وكان يقول أن مرحلة جديدة بدأت وأن سفينة الإنقاذ التي لا تبالي بالرياح، قد ذهبت مع رياح الخليج..لكن هل يفعل طه كل ذلك (من رأسه)؟ قطعاً لا يجرؤ. فكل شيء يمضي بترتيب وموافقة.
إقالة طه، هي رسالة خطيرة موجهة بعناية، وقد وصلت، طه واجهة مرحلة البشير القادمة، والتحالف الذي حدث بين السودان والخليج، لا يعلم تفاصيله إلا البشير وطه، اتفاقيات غير مبذولة للعامة، معلومات هنا وهناك تمضي دون تأكيد ولا نفي.
ما حدث خلال يومين، هو بداية معركة حامية، وهذا الانقضاض على طه، خطة تمت حياكتها منذ شهور طويلة، ولكن يبدو أنها في كل مرة تجد مقاومة، إلى أن تمت بنجاح، الآن الرئيس يفقد أحد أهم رجال مرحلته، فهل ينزل بالخطة (ب)؟