الشيخ عبدالحي يوسف إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين بالخرطوم معروف بآرائه التكفيرية تجاه المخالفين له حتى من المسلمين، وقد استغل منبر المسجد منذ انتصار الثورة الشعبية في الهجوم على قياداتها ورموزها وتصنيفهم على هواه واعتبارهم أعداء للإسلام!!.
الجمعة الماضية، قال في خطبة الصلاة أن الحكومة الجديدة أتت لهدم الدين، وإثارة الفتن، وشغل الناس بالفارغ، ودوري السيدات، حسبما جاء في صحف يوم السبت.
بل تطاول بالهجوم على وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي؛ لأنها منتمية للفكر الجمهوري الذي تبناه شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه، عليه رحمة الله، وأُعدم بحكم الردة في خواتيم العهد المايوي، وأخذ عليها عبدالحي موافقتها على قيام دوري النساء لكرة القدم.
بغض النظر عن رأي عبدالحي يوسف في الفكر الجمهوري، وهل فعلاً ولاء البوشي منتمية إليه أم لا، فإنه بهذا الحكم التكفيري يؤكد تجريمه للرأي الآخر لمجرد الاختلاف معه.
يعلم عبدالحي أن عراب الإنقاذ الشيخ الدكتور حسن الترابي، عليه رحمة الله، الذي أتاح لهم الترويج لأفكارهم التكفيرية قال لاحقاً بعدم وجود نص بحكم الردة في الشريعة، وأنه اجتهد وكتب في شان تحديث الفقه، لكن امثال عبدالحي لم يترددوا في تكفيره.
معروف للقاصي والداني أن الإسلام انتشر في السودان قبل قيام حكم الإنقاذ لكن للأسف تسبب الاستغلال السياسي للدين في الحكم والتمكين في السطة في تشويه سماحة الإسلام الذي جاءرحمة للعالمين بلا إكراه ولا جبر.
الآن بحمد الله وتوفيقه ينتشر الإسلام في العالم في دول محكومة بحكومات مدنية يصنفها عبدالحي وأمثاله بأنها علمانية وهذا لايعيبها .. يكفي أنها تتيح حرية العقيدة والعبادة لكل المواطنين، بل تحميهم من المهووسين الذين لجؤوا إليها لحمايتهم من بطش حكوماتهم فلم تسلم دور العبادة من جرائمهم.
إن الترويج لهذه الأفكار التكفيرية لا يخدم للإسلام قضية، ولن يضلل عبدالحي المواطنين بقوله: “إن الحكومة الجديدة لم تفلح في حل أزمات الناس الذين خرجوا للشوارع احتجاجاً عليها”، وهو يعلم أن هذه الأزمات والاختناقات المعيشية سببتها وفاقمتها سياسا نظام الإنقاذ الذي يتباكى وأمثاله عليه بحجة البكاء على الإسلام، وهم يؤججون الفتن وسط المواطنين، ويسعون إلى عرقلة مسار استكمال قيام دولة الديمقراطية والمواطنة والسلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة، ويشوهون سماحة الإسلام البرئ من فعالهم.