نكتة سخيفة التي أطلقها إبراهيم غندور عن المؤتمر الوطني..! وأسخف من ذلك أن هادم النقابات العمالية والمهنية السودانية ومُشتّت شمل الحركة المدنية وعرّاب (نقابات المنشأة) يتنكّر لما قام به ووافق عليه هو وحزبه من تدمير، وما ترتّب على ذلك من تبعات جسام وضحايا لا يمكن إحصاء عددهم ولا تقدير مصابهم..ويقول انه يريد بناء المؤتمر الوطني الذي دمّر الوطن وما فيه، ولا تزال اثأر تدميره شاخصة (للغاشي والماشي) يشاهدها السودانيون جميعهم ومعهم كل العالم.. ولكنه يقول انه يريد إعادة المؤتمر الوطني من جديد..!
ولكن ليست هذه هي النكتة السخيفة والطرفة المالحة والعبارة التي تخنق الأنفاس وتقف في الزور و(تعشرق) في الحلق ويصبح لها طعم (موية الترمس) وناقع (السعف المبلول) ومرارة الحناضل وزيت الخروع ..النكتة البايخة هي قوله “إن المؤتمر الوطني حزب ينبني على فكرة.. والفكرة لا تموت”..!! بالله تصوروا هذه الجرأة… شخص يقف هو وحزبه على تشريد مئات الآلاف من العاملين ويدمّر الحياة السودانية ومشروع الجزيرة والتعليم والسكة حديد وكل المعاني والقيم الشعبية الفاضلة ثم يجد هو ومن منعه الجرأة ليتحدثوا عن المؤتمر الوطني وأنه حزب يقوم على فكرة.. والفكرة لا تموت..(يموت حيلكم بحق جاه النبي)..!!
سنحتاج إلى أسئلة صارخة وإجابات جارحة لنعرف ما هي الفكرة التي يقوم عليها المؤتمر الوطني..؟! حزب الجهل والتدليس والطمع والجشع والغدر والدم والتشريد والألفاظ المقذعة التي تسئ ليس للقيم الفاضلة واللغة المهذبة المحترمة التي يخاطب بها الحكام شعوبهم، بل التي يستحي قطاع الطرق و(قبضايات الشوارع الخلفية) ورجال المافيا من إطلاقها على خصومهم وإتباعهم في أقصى حالات الغضب وأقسى حالات الزجر والسب و(لعن الخاش)..!
والله إنها قلة الحياء والجرأة بعينها.. فالناس تذكر عندما خرج رئيس الحزب الكريه الذي جعل طبيب له عيادة “أحياناً يقولون بروفيسور” يسمح لنفسه بأن ينيب عن جموع عمال السودان الكادحين الذين (لا يعرفهم ولا يعرفونه) ويجلس على صدر نقاباتهم ويكتم أنفاسها ويسمي نفسه رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان أيام كان المفصولون والعاملون يتضورون جوعاً ..وحقوقهم معطلة وعوائلهم مشرّدة ومن لم تسعهم المقابر كانوا يجوبون الطرقات ويتوكئون على عصيهم بين سلالم مكاتب المعاشات وبعضهم لم تسعهم عنابر المستشفيات وبعضهم اجتهد للحاق بأخر (داهية زمان) تحمله إلى أي مكان خارج السودان.. وهو بين مكاتب المؤتمر الوطني الناعمة والعيادة الفاخرة.. وعندما ترّبع في وزارة الخارجية (غريباً عليها وغريبة عليه) خرج على الناس بمسرحية هزلية يشتكي فيها ويقول إن حكومة مؤتمره الوطني وهو من قياداتها العليا لا توفر مرتبات السفراء والدبلوماسيين ومخصصات البعثات و(بدَل الكرفتات) وهو يعلم إن معظمهم من (التمكينيين) الذين لا يعيشون على المرتبات ولا ينتظرونها لأنهم يعرفون من أين يخمشون المال (خمشاً لماً) ويعلم إن (خارجيته) تحتشد (ولا تزال) بجماعة المؤتمر الوطني غير المؤهلين من الجهلة و(السبهللية) و(متحرِّشي الحانات) ومعهم آخرون في الوزارة لا يُخشي من وجودهم ما دام المحظيون من جماعة التمكين يتسنمون مراتبها الأعلى ومقاعدها الأسنى في مقر الوزارة وفي السفارات ذات البريق حيث يطيب لهم الزفير والشهيق…!
من أين يجد هؤلاء الناس هذه الجرأة على الوطن وعلى الناس؟ وفي أي (فبريكة) يدبغون جلودهم حتى يغيب عنهم الإحساس بما حاق بالوطن وأهله منهم ومن مؤتمرهم الوطني وحكومته الفاسدة الجاهلة المُجرِمة وبقية الشلة بـ”أرزقيتها وزلنطحيتها” الذين ظلوا على مرافق الدولة يسرقون ويأكلون ويتجشئون وقد بلغ فساد عهدهم وروائح عفونته حداً يصيب بالزكام الثعابين والسعادين والبرمائيات وفصائل الزواحف والسلاحف وذوات الحراشف…!
المؤتمر الوطني يقوم على فكرة والفكرة لا تموت.. مرحب بهذه الحكمة التي أطلقها رئيس الحزب الجديد وجماعته الذين يطالبون بإطلاق رئيس حزبهم المخلوع (والمخلوع أيضاً) لأن وضع أموال الدولة في بيت رئيس الجمهورية والتصرّف فيها (بمعرفته) بالمراسيل والعطايا ليست جريمة.. وأنه كما قالوا سيخرج منها بريئاً مثلما تخرج الشعرة من العجين والطحين..!
- شقيقي ابن أمي وأبي “مؤمن الغالي” في وداعة الله..