سعدت حينما علمت باختيار الشابة ولاء البوشي وزيرة للشباب والرياضة في أول وزارة بالسودان بعد ثورة ديسمبر، وكنت قد تعرفت على ولاء وشقيقاتها وفاء وصفاء ورجاء منذ وقت مبكر مع والدهن الدكتور عصام البوشي مدير جامعة ود مدني الأهلية.
وقد رأيت في ولاء وشقيقاتها منذ ذلك الوقت سمات الجدية والاحترام والاستقامة والتفوق. وذاع صيت ولاء قبل سنوات حينما التقت الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أثناء دراستها في برنامج زمالة بالولايات المتحدة وحدثته عن معاناة السودانيين، وولاء من مواليد 1986، وتحمل درجة الماجستير في الهندسة من جامعة إمبريال كوليدج بلندن، وكانت من أبرز الناشطات في الثورة السودانية ضد نظام البشير.
ومنذ أن تولت ولاء مهام منصبها نزلت إلى الملاعب بزيها المحتشم، وشمرت ساعد الجد للنهوض بوزارتها، إلى أن فوجيء السودانيون يوم الجمعة الماضية بالداعية المتطرف عبد الحي يوسف المعروف بارتباطاته بالنظام المعزول يهاجم الوزيرة الشابة، ويتهمها بالخروج عن الإسلام،والانتماء للحزب الجمهورى، مبديا استغرابه من إقامتها دوري السيدات لكرة القدم.
وارتفعت أصوات عديدة في السودان تطالب الوزيرة بمقاضاته، ليس حفاظا على حياتها وحدها، من أن يقوم موتور من أتباعه بإزهاق روحها ، بل لوقف تمادي التطرف، وقامت ولاء بفتح بلاغ ضد الرجل أمام نيابة الخرطوم، اتهمته فيه بالإرهاب والتحريض وإثارة الكراهية وإشانة السمعة ونشر الأخبار الكاذبة، وأكدت أن بيوت الله ومنابر المساجد يجب أن تكون انعكاسا للمحبة والسلام والرحمة، وضرورة احترام الاختلاف والتنوع وبناء دولة القانون والمواطنة.
لكن يبدو أن هذا المتطرف وأنصاره يريدون أن يختلقوا معركة جديدة في السودان في غير معترك، وكأن دين الله في خطر وهم حماته والمنافحون عنه.
نائب رئيس تحرير “الأهرام” المصرية