الخرطوم – التحرير- سهام صالح:
غلاف صفحة المجموعة في الفيسبوك
أسست مجموعة من الفتيات السودانيات شركة هي الأولى من نوعها، وذلك لتفرد تخصصها المعني بالتسويق للشخصية السودانية، وقد اخترن لها اسم” زول صاح”.
استثمار التعدد العرقي والديني والثقافي
ووفقاً لرئيسة مجلس إدارة الشركة ريان مختار فإن “الشخصية السودانية أصابها كثير من الإحباط واليأس نتيجة لعدد من الأسباب السياسية الاقتصادية، وهذا ما كون صورة مشوهة عن الزول السوداني”.
وتضيف قائلة: “إننا نحاول تغيير الصورة النمطية التي تكونت عن السودان، علي أساس أنه بلد صعب، لا يمكن تحقيق أفكار مبدعة فيه، وذلك من خلال ترجمة كل الافكار الخلاقة وتنفيذها علي أرض الواقع، ولا نستحضر نموذجاً معيناً للنجاح خصوصاً المادي منه”.
وتري ريان مختار “أن استثمار التعدد العرقي والديني والثقافي في السودان سوف يساعد زول صاح على تسويق موروث غني جداً، بروح عصرية”، مؤكدة “أن جيل الشباب الآن قادر علي ربط الماضي بالحاضر، وتسويق تراثنا للعالم”، مستشهدة بأن المرأة السودانية يمكن أن تقدم ما تريده من أزياء سودانية شعبية، بمواصفات عالمية تلفت نظر نساء العالم، ويحاولن اقتناءها.
وتؤكد ريان أيضاً “أن السودان بلد غني بأغذيته التقليدية، التي أصبح العالم يعرفها من خلال المغتربين، ونحن في” زول صاح” نطمح إلى استغلال ثقافة الغذاء، من أجل التعريف بالسودان، وتنوعه بأفكار غير تقليدية تفيده في السياحة مثلاً”.
العودة للقفة
تشرح أمل ناصر صاحبة فكرة “زول صاح: كيف يمكن الاستفادة من الافكار غير التقليدية، قائلة: “إن تبني الأفكار التي تغير الواقع يحتاج إلى كثير من الحب؛ لذلك اتجاهنا تدريبي، ونسعى في 2025م إلى تكوين شركة متعددة الجنسيات، واولي خطواتنا تغيير الصورة النمطية السائدة الآن في السودان التي تقول إن التجارة ساحة حرب، وعكس روح التجارة الحقيقي الذي أسهم في انتشار الأديان السماوية”، وأضافت: “نقول لكل سوداني: لا يشترط أن يكون لديك رأس مال؛ حتى تنجح في التجارة، يكفي أن يكون لديك فكرة تسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتعطي أمل مثلاً “إننا في زول صاح نجحنا في تبني أفكار صديقة للبيئة بالعودة إلى القفة بدلاً من أكياس البلاستيك، والأولى معروفة منذ عقود، تحمل فيها ربة البيت احتياجات المطبخ عند التسوق. قمنا بإدخال بعض التغيرات واللمسات العصرية من ناحيتي الشكل واللون، لكنها تبقي مصنعة من مواد صديقة للبيئة”.
تعترف امل ناصر “أن الزول السوداني محدد نفسه في قالب واحد، وهو يخاف من تجربة أي شيء جديد، وغير واثق من قدراته، رغم توافر كل الإمكانات، لكل ذلك حاولنا من خلال “زول صاح” ان نستثمر في “النفس”، وخلق تصالح بين روح السوداني وبلده، بغض النظر عن الأسباب التي خلقت هذا الخلل سياسية كانت أم اقتصادية”.
وتستطرد أمل: “من خلال “زول صاح” نود تغيير بعض المفاهيم الموجودة لدى المجتمع، مثل: أن لون البشرة الفاتح أفضل من البشرة الداكنة، وبمن ثم اتجاه الفتيات إلى استخدام كريمات تبييض البشرة، وأن الشعر المنسدل أجمل من المشاط أو الجدائل، ونحاول من خلال وسائل الاعلام محاربة مثل هذه الأفكار وتأكيد ان الجمال ليس لديه صورة نمطية واحدة”.
في الاتجاه الصحيح
نريد أيضاً والحديث لسكرتيرة مجلس الإدارة سارة بشري “زول صاح” “خلق حوار بين الناس لتقبل الاختلاف واحترام الآخر في ثقافته وملبسه، إضافة الي قيمة التصالح مع الذات والبلد”.
تشير سارة إلى “أن “زول صاح” تتبنى أفكاراً بسيطة، وسهلة التنفيذ، لكنها تمثل احتياجاً أساسياً لمكونات المجتمع؛ حتى تصبح زول صاح؛ لذلك سقف طموحاتنا لا حدود له، خصوصاً تفاعل الناس معنا يشير إلى أننا في الاتجاه الصحيح”.
تفاعل مع أنشطة “زول صاح”
أما مديرة العلاقات العامة مهيتاب، فتقول: “إن من أهم الأنشطة التي لاقت رواجاً دورات تدريبية تحت شعار “عيشة صاح”، كان الهدف منها إعلاء قيمة الإنسان السوداني بمختلف فئاته، ولاقت فعاليات الحب للأم وللشرائح المهمشة التي أقمناها لتكون ضربة البداية لأنشطة “زول صاح” كثيراً من القبول”.