ما أن يذكر الإدمان إلا ويشعر الشخص السوي بقشعريرة، وربما خوف يلامس شغائف القلب، وبرغم الجهود الرسمية محلياً وإقليمياً وعالمياً، فإن تفشي المخدرات وسط الشباب بات أمراً مقلقاً للأسر والمجتمع؛ لذلك فقد اصطف وتنادي كثير من النشطاء وبجهود متصلة وخبرات تراكمية لهذا الميدان وتحدياته.
وللمساهمة بالتوعوية أولاً و للحد من انتشار هذه الآفة، ولتأهيل من وقعوا بين براثنها وفخها المؤبو بقصد أو بالتضليل والترغيب، سكة كثيرين دلفوا إلى متاهاتها المدمرة والمضللة.
منظمة بت مكلي القومية التي اشهرت ٢٠١٣م بجهد كوكبة نيرة وبرئاسة د. لبنى بنت مكلي، وبحسب خبرات متنوعة في ميادين العمل المجتمعي، أشرعت سفنها بجهد علمي وعملي لرفع الضيق والضيم عن كثير من فئات المجتمع من أطفال ومسنين مرضي وفاقدين تربويين.. الخ، وضمن أنشطة مؤسسية ومدروسة ذات أياد طولةى في المجال التثقيفي والتوعوي هنا وهناك نجحت في تنظيم المؤتمر الأول (تحديات علاج الإدمان وإعادة التاهيل ) في أكتوبر ٢٠١٨م، الذي وضع توصيات قابلة للتنفيذ بالارادة والعزيمة وتكاتف الايادي تتمثل في:
١/ تشجيع البحث العلمي في مجال الإدمان والمخدرات، وإعلان جائزة دولية.
٢/ تفعيل برامج متخصصة لتدريب كافة الفئات في المجتمع؛ لرفع الوعي بإخطار تعاطي المخدرات علي الصعيد المحلي علي أن تكون هنالك مشاركات عالمية في محور التدريب لتبادل الخبرات الناجحة.
٤/ إنشاء مراكز متخصصة للدراسات والبحوث.
٥/ إنشاء مستشفي تخصصي في علاج الإدمان وإعادة التأهيل، ويكون العلاج مجاناً او رمزياً.
٦/ إقامة بيوتات صغيرة تساهم في التاهيل والعلاج مع إنشاء وحدة لاكتشاف الإدمان في جميع مؤسسات المجتمع.
٧/ ضرورة وجود رقابة والرصد الإلكتروني للحد، والوقاية من الإدمان، ورفع الوعي المجتمعي عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل عموماً.
٨/ أهمية المراكز الثقافية والرياضية في التوعية والإرشاد عبر كافة الوسائل المتاحة.
٩/تشجيع استثمار الأراضي المزروعة بالحشيش والقات والأنواع الأخرى بمنتجات زراعية بديلة.
12/أهمية التوعية والإرشاد والرعاية اللاحقة للمدمن والتثقيف الاسري والعيادات الاستشارية وتفعيل التامين الصحي، وضرورة الاهتمام بأسر المدمنين الموقوفين بالسجون ورعايتهم، وهو من التكافل الاجتماعي الذي حض عليه ديننا مع إدخال التوعية في المناهج التعليمية بدءاً برياض الأطفال حتي الجامعات.
إن الادمان بأشكاله ومسبباته المختلفة بات شأناً مرهقاً، وظاهرة عابرة للمحيطات والدول، ودلف لساحاته كثيرون كتجارة رابحة ورائجة، كما دخلها المتفلتون والعصابات، وآخرون، ليس فقط من باب المال، بل كأحد الأسلحة الفتاكة التي تستهدف استقرار الأسر، وتفتيت النسيج الاجتماعي للمجتمعات المستقرة، والآمنة، وغسل الأدمغة، وتنشئة أجيال غائبة عن الوعيّ والرشد؛ لذلك يعدّ اصطفاف منظمات المجتمع المدني جنبا الى جنب مع الجهود الرسمية سهماً قوياً يرمي في محيط المعالجات ومحاصرة الانتشار وانتشال هذه الفئات وإنارة دروبها، وهذا ما ستعمل له منظمة بت مكلي القومية خلال انعقاد المؤتمر بالخرطوم في نسخته الثانية في الفترة من ٢٣ إلى ٢٧ اكتوبر ٢٠١٩م، ويعدّ له حالياً وفق الخبرات التراكية للمنظمة وتشابكها مع شبيهاتها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وبحسب المشاركات العربية الأفريقية المتوقعة لما يصب في مصلحة محاصرة هذه الظاهرة المهددة للأفراد والأسر والمجتمع على السواء.
ومن المتوقع مشاركة فاعلة بأوراق علمية وعملية وورش عمل من الاختصاصيين، وتطبيقات عملية من مؤسسات ومنظمات لها باع طويل وتجارب ناجحة تصب في مواعين محاصرة الانتشار، ووضع حلول ناجعة للتأهيل والمعالجات .
إعلامية وناشطة اجتماعية
Awatifderar1@gmail.com