• الحركة الشعبية شمال، بزعامة السيد عبد العزيز الحلو، المفروض أنها تعمل الآن بنظام الدولة، وقادتها يتصرفون كقادة الدولة، والأرض التي تقول إنها محررة، وتحت سيطرتها، المفروض أنها تديرها كما تدير الدول أراضيها..
وعليه، فالمفروض أن يكون صادقاً ودقيقاً ومسؤولاً كل ما تفعله الحركة الشعبية من أفعال، وكل ما يصدر عنها من تصريحات وبيانات، وكل ما تتخذه من مواقف، من حيث أنها تتصرف كالدولة، ومن حيث أن قياداتها يتصرفون كرجال دولة كما أسلفنا !!
قبل أيام طلع علينا من يُسمى القائد المناوب للحركة الشعبية، وإسمه (جابر كمندان كومي) ببيان قال فيه إن الدكتور حامد البشير إبراهيم، وهو أستاذٌ جامعي مرموق، وباحث، ومهتم بقضايا التنمية في السودان، وفي جنوب كردفان تحديداً، وهو في ذات الوقت كادرٌ أممي سودانيٌّ لامع.. قال الناطق الرسمي، والقائد المناوب للحركة : إن الدكتور حامد البشير أصدر بياناً إنحاز فيه إلى دار نعيلة في صراعهم مع الغلفان، وأنه يسعى إلى زرع الفتنة بين أهل المنطقة، إلى آخر ما ذكر القائد المناوب..ولكن، وعلى الفور، أصدر الدكتور حامد البشير إبراهيم بياناً نفى فيه أن يكون قد صدر عنه هذا الذي أصدرت الحركة بياناً بشأنه، وقال إنَّ البيان الذي تروِّج له الحركة أنه بإسمه لا علاقة له به من قريبٍ أو بعيد، ولا يعبر عن أفكاره ولا آرائه، ولا كتاباته، وأنه لا يعرف عنه شيئاً، وأن كتاباته، وإحتراماته لكل المكوِّن الشعبي بجنوب كردفان ظلت واضحة ومعلومة للجميع!! فأُسقِط في يدِ الحركة الشعبية شمال، ولاذت بصمت القبور، إذ وضح أن الحركة إنما تهافتت على غُثاء واتساب متداول بلا مسؤولية، مثل كل هراءات الأسافير هذه الأيام، وخلقت منه موضوعاً بلا مصداقية، وأصدرت (بياناً قوياً وشديد اللهجة) دون مبرر، ودون أن تكلف نفسها حتى مجرد محاولة الإتصال بالدكتور حامد شخصياً، عبر أكثر من وسيلة تعرفها الحركة جيداً، وقد سبق أن إستخدمتها معه من قبل، فوقعت في خطأ ساذج ومتهافت، لا يليق بحركة هي بمثابة الدولة كما أسلفنا، ولا يليق بقادتها (المناوبين وغير المناوبين) والمفروض أنهم يتصرفون كقادة الدول !!
طيب، وقد وقع من الحركة هذا الخطأ، ألا يجدر بها، ومثلما أصدرت بياناً متسرعاً لإدانة رجلٍ برئ، وله مكانته العلمية والإجتماعية، أن تسارع بإصدار بيانٍ آخر تعتذر فيه عن خطئها وتسرعها لتكسب المصداقية أمام نفسها أولاً، ثم أمام الرأي العام؟!
بكل أسف لم تفعل الحركة ذلك حتى الآن، وإستمرت في صمتها الخجول غير الحميد..
• إننا كأصدقاء للدكتور حامد البشير إبراهيم، نطالبُ الحركة أن تتحلى بشجاعةٍ مماثلة للتهافت المتسرِّع الذي أصدرت به بيان الأدانة، فتصدر ما يثبت خطأها، وتعتذر عنه.. ثم أننا ننصحها آخيراً، وهي بين يدي محادثات سلامٍ مزمعة في الأيام القليلة المقبلة، أن مدَّ جذور التواصل المخلص الأمين مع أبناء جنوب كردفان المستنيرين كأمثال الدكتور حامد البشير، وفي هذا الوقت بالذات، خيرٌ لها من تتبع هُراءات الأسافير مما لا يليق (بالدول)، وقادتها المحترمين !!