• يقيني شخصياً أن حكومة الدكتور حمدوك هذه أنما هي حكومة كل الشعب، ونجاحُها هو نجاح الشعب، وفشلُها هو فشله تماماً بتمام..
والإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، كان من أشد المؤيدين لترشيح الدكتور حمدوك لرئاسة الوزراء، بل إن حزب الأمة القومي قد دعم ترشيح الرجل بقوة، هذا إن لم يكن هو من رشَّحه فعلاً بين قوى الحرية والتغيير المختلفة..
وأنا أعرفُ شخصياً أن الإمام الصادق المهدي كان قد إلتقى بدكتور حمدوك قبل ذلك بوقتٍ طويل، وأبدى إعجاباً به كوجهٍ مشرق يعمل في المنظمات الدولية الناجحة..
كلنا نعلم أن إحتمال التعثر لهذه الحكومة وارد، مثلها مثل أي حكومة منبثقة عن تحالفٍ جبهويٍ عريض ومتشاكس، وهو أمرٌ لا يحتاج إلى أي كياسة سياسية لقراءة إحتماليته، ولأسباب عديدة..ومع هذا، فليست هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها الإمام الصادق إلى هذه الإحتمالية، وبقوة، وبصورة وكأنه ينأى بنفسه، وبحزبه عن وزر هذا الفشل في حال حدوثه، وكما لو أنه يغسل يديه من هذه الحكومة !!
• ما أراه أنه ليس مقبولاً أبداً من حزب الأمة القومي، ولا من رئيسه، أن يبث، بإستمرار، مثل هذه القراءات والتصريحات المُحبطة، ولا ما يشبهها، ولو أن الحبيب الإمام ظل يقولُ مثلاً: إن هناك أسباباً موضوعية، وقوى شر مضادة تعملُ بجِد على إفشال هذه الحكومة، ولكننا لن نسمح لها أبداً بإفشالها، لكان خيراً من أن يقول إن حكومة حمدوك واردٌ أن تفشل، ويسكت على ذلك !!!
• كنا الأسبوع الماضي حضوراً في ندوةٍ بمدينة فلنت الأمريكية بولاية ميشيغان قدَّمها المهندس خالد سلك الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، وأحد قيادات الحرية والتغيير البارزة، ومما علقنا به، ومما كان توافقاً عاماً لا خلاف عليه :(أننا يجب ألا نسمح أبداً بفشل هذه الحكومة، لأن فشلها يعني بالضبط فشل الثورة وأهدافها، وسيكون البديل الفوري لهذا الفشل أن تعود الإنقاذ إلينا مجدداً، وبأي صورةٍ من الصور)!!!
وأعتقد أن مثل هذا الرأي القاطع هو ما يجب أن يكون عليه موقف حزب الأمة القومي الراسخ، غير المتزحزح، وغير المتلجلج !!
• إنه سيكون مؤذياً جداً للثورة، وللحكومة، ولحزب الأمة القومي بحدٍّ سواء أن تتكرر أحاديث الإمام الصادق المهدي عن إحتمالية فشل هذه الحكومة، وبهذه الصورة المتواترة، مع كون ذلك وارداً، إذ عندما يأتي ذلك من مثل الإمام الصادق، وبما له، ولحزبه من وزنٍ وأثر، فسيكون مردوده مثبِّطاً جداً لعامة الشعب !!
وسوف لن تدل مثل هذه التصريحات المُبكرة جداً، والسابقة لأوانها على حصافة حزب الأمة كما يريد لها الإمام الصادق، وإنما تشي عند آخرين على تخاذل الحزب، ومحاولة غسل يديه من هذه الحكومة المُجمع عليها من غالب القوى الوطنية الحُرة، وإن أريد بهذه الإيماءات غير ذلك !!