بسم الله الرحمن الرحيم
10 أكتوبر 2019
سعادة آبي أحمد
رئيس وزراء إثيوبيا،
أخي العزيز،
أرجو أن تتقبل أحر التهاني على جائزة السلام التي تستحقها.
إن سجلك مثير للإعجاب.
ففي وطنك أطلقت سراح آلاف السجناء السياسيين ورفعت الحظر عن الأحزاب السياسية، وجلبت بذلك آمالاً كبيرة للشعب الإثيوبي.
وعلى المستوى الإقليمي، زرعت شجرة من أغصان الزيتون، خاصة السلام مع إريتريا، والوساطة الناجحة في السودان.
إن نيلك لجائزة السلام مثار فخر لأفريقيا، وسوف يعطي رافعة لإصلاحات ديمقراطية أكبر في إثيوبيا.
ففي المنطقة، خاصة مع وجود العديد من النزاعات الحدودية، ومع قرار الاتحاد الأفريقي بإسكات جميع الأسلحة في القارة بحلول عام 2020؛ يتوقع منك أن تقدم على أجندة صنع السلام، إلى جانب صناع سلام آخرين.
إن السد العالي الإثيوبي مهم لتنمية إثيوبيا. وبالنسبة للسودان ، فإن مزاياه تبز عيوبه. ولكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لمصر.
لقد قلت مرات عدة، إن اتفاقية قسمة مياه النيل المصرية السودانية في عام 1959م، بدون مشاركة دول منابع النيل، عكرت مناخ العلاقات الودية في حوض النيل. بينما إقامة علاقة ودية بين بلدان حوض النيل أمر حتمي وضروري من أجل رفاهية أهل الحوض.
إنني أكيد من أنك ستوافق على أنه يجب ألا نضع أخوتنا في مصر في خيار بين مجاعة مائية أو العداء.
إننا كجيران لكل من إثيوبيا ومصر ، سوف نخاطبكم بصيغة تصالحية من شأنها أن تؤدي إلى اتفاق مربح للجانبين، يضمن وصول كمية معينة من المياه إلى أسوان.
إن اتفاقاً مربحاً لكلا جارينا العظيمين هو واجب سوداني. إنه اتفاق ينبغي كذلك أن يؤيده إخواننا في الأعالي الإستوائية. وبالنسبة إليك فإنه يبرر بصورة أكبر نيلك لجائزة السلام.
أرجو أن تتقبل خالص تحياتي لك ولعائلتك وحكومتك وشعب إثيوبيا الشقيق.
الصادق المهدي