وسط حضور كبير من المثقفين والكتاب والقارئين والقارئات والمهتمين بالكتاب والشأن الثقافي افتتح وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته الخامسة عشر، وقد شرف حفل الإفتتاح كل من وزير الثروة الحيوانية علم الدين عبد الله أبشر ووزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفّرح ووزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي ووكيل أول وزارة الثقافة والإعلام الرشيد سعيد، ووكيل الثقافة والسياحة والآثار الدكتور جراهام عبد القادر رئيس اللجنة العليا لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب والأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون عالم عباس محمد نور، وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي بالخرطوم والناشرين العرب والسودانيين وحضور مميز من وسائل الإعلام المختلفة المحلية والاجنبية.
وقد حملت الدورة الخامسة عشر من معرض الخرطوم الدولي للكتاب الكثير من ملامح وروح الثورة والتغيير الذي بدأ يدب في اوصال البلاد من خلال الاختلاف في شكل الافتتاح عن الدورات السابقة، والذي كان مبسطا وسط هتافات واهازيج الثوار والكنداكات والتي كانت تعبر عن صوت الشارع حيث هتف الشباب: (مدنياااااااو ) …. (مدنياااااااو ) و(شهدانا ما ماتو عايشين مع الثور) (ثوار احرار حا نكمل المشوار) وغيرها …
مع الأناشيد والأغنيات التي رددها شباب الثوار الذين احتلوا ساحة أرض المعارض ببري معبرين عن هذا التحول العظيم والذي تمثل فى إنتاج شعري وغنائي وفني متميز ببصمة واضحة ترنو لمستقبل السودان الزاهر والناهض والنابض بالديمقراطية والحرية والسلام والعدالة.
كما شهدت ساحة المعرض رسومات من فناني الثورة وهم يرسمون جداريات تعبر عن الثورة واحداثها واثرها في التغيير المجتمعي.
طاف بعد ذلك وزير الثقافة والإعلام مع مرافقيه بصالتي العرض الاولي والثانية والثالثة وختمها بفنجان قهوة بالمقهي الثقافي الذي سيشهد الندوات والفعاليات المصاحبة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته ال-(15). وتجول في أروقة المعرض واجنحته المختلفة الى انتهي به المطاف بالمسرح الداخلي المغطي بصالة الطفل وهي صالة تم تخصيصها لأدب وثقافة الطفل والكتب والوسائل التعليمية، كما ستشهد هذه الصالة فعاليات وانشطة وبرامج متنوعة خاصة بالطفل.
وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور جراهام عبد القادر إن معرض الكتاب يُمثل تماسكا لوجدان أهل السودان، وتجاوزا لما يعتريهم من صعوبات، مشيرا إلى عبقرية هذا الشعب العظيم الذي أذهل العالم بثورته الظافرة متطلعا لوطن تسوده الحرية والسلام والعدالة، اضافة الى العلم والمعرفة والمواكبة للحاق بركب الدول المتقدمة.
وأشار إلى أن المعرض هذا العام ضم 200 ألف عنوان، من 200 دار نشر محلية وأجنبية منوها بأن المشاركة الواسعة من عدة دول تُعزز من مكانة السودان، وتسهم في تحسين صورته وتبين الاستقرار الكبير الذي تعيشه البلاد. وفي ختام كلمته نوه عبد القادر الى أهمية الكتاب وضرورة قيام معرض الخرطوم الدولي للكتاب لما في ذلك من منافع معرفية مختلفة تصيب القارئ والمثقف والكاتب والإنسان العادي لما يحمله الكتاب في دفتيه من جواهر المعرفة التي تعين علي تنمية العقول ومن ثم تنمية البشر والموارد البشرية معتبرا الكتاب خير جليس.
وقدم جراهام وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح مخاطبا حفل الافتتاح الذي ابتدر حديثه فيه بتحية الحضور الاكارم من داخل وخارج السودان واعضاء السلك الدبلوماسي كما حيا المثقفين والكتاب والناشطين وشباب وكنداكات الثورة السودانية مترحما على الشهداء محييا اسرهم الكريمة متمنيا عاجل الشفاء للجرحى.
وقال صالح ان معرض هذا العام يأتي في ظل المتغيرات المعلومة التي تمر بها البلاد، منوها إلى ان مظاهر التغيير تبدو واضحة للعيان من خلال ملامح ومظاهر هذه الدورة ال(15 ) لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب.
وأضاف ان المعرض اعترضته الكثير من التحديات والصعوبات والمعوقات الا إن وزارته قررت خوض التحدي بقيام المعرض بدلا عن إلغائه، وأشار إلى أنهم كانوا أمام خيارين، بخصوص قيام المعرض، بسبب ظروف البلاد الحالية، فإما المضي في المعرض أو الاعتذار، لكنهم آثروا إقامة المعرض لتأكيد استقرار السودان، وإثبات أن الحياة الثقافية في قمة قوتها وعنفوانها .
ولفت إلى أنهم فوجئوا بحجم المشاركات الخارجية في هذه الدورة، مؤكدا عدم وجود قيود على الكتب السياسية والفكرية في المعرض، وضمان حرية الفكر دون إساءات، مبينا ان اللجنة العليا وكافة اللجان بذلت مجهودا جبارا حتي نظهر بهذا الشكل اليوم الرائع اليوم.
وقال فيصل ان المعرض رغم غياب الكثير من دور النشر بسبب التأخير في تأكيد قيامه إلا ان من حضروا شكلوا إضافة حقيقية للمعرض مسجيا كل الشكر للناشرين العرب والسودانيين لتفاعلهم مع المعرض وحرصهم على المشاركة فيه بالرغم من ضيق الوقت.
وأكد فيصل على الانفتاح الفكري والسياسي للدولة من خلال العرض من العناويين المطروحة بالمعرض واضاف ان اي كتاب يتناول الفكر الحر والسياسة ليس لنا أي تحفظات عليه عدا الكتب التي تتناول النعرات العرقية والدينية بشكل سالب وهي من الإشكالات التي عانت منها بلادنا ونحن ندعو للتخلص منها وإبعادها عن الأفق والخطاب الثقافي والسياسي لأن السودان وطن واحد يسع الجميع.
كما تطرق في كلمته الى البرنامج المصاحب والذي يحتوي على عدد من الندوات النوعية والمختلفة والتي تعبر عن روح الثورة والتغيير كما شكر الرعاة شركة سوداني لرعايته المستمرة للمعرض وبنك البركة والذي يرعى جائزة معرض الخرطوم الدولي للكتاب للإبداع الأدبي في القصة والرواية ومركز انسان. وكل الشركاء والداعمين لهذا العرس الثقافي الكبير.