انطلقت مفاوضات السلام السودانية في جوبا عاصمة جنوب السودان بحضور اقليمى رفيع، وسط تطلعات وآمال كبيرة من الشعب السودانى أن تطوى صفحة الحرب التي امتدت عقودا طوال في السودان إلى غير رجعة، وأن تكون بداية لعهد جديد من السلام، يستطيع أن يقنع المجتمع الدولى برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بما يمكنه من الانخراط في التعامل مع المؤسسات الدولية، وإسقاط ديونه والحصول على المساعدات، وبدء عملية البناء و التنمية وتحقيق تطلعات الشعب السودانى الذى قدم تضحيات غالية من أجل تحقيق الحرية والسلام والعدالة التى جعلها عنوانا لثورته.
ولعل هذه التضحيات تكون ماثلة أمام جميع الأطراف السودانية على طاولة التفاوض، أو تلك التى لم تلحق بها بعد، وأن ينظروا بعين الاعتبار إلى المعاناة الهائلة للمواطن السودانى فى كل مناحى الحياة، فى العاصمة والاقاليم، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين والمشردين وسودانيي الشتات، كل هؤلاء يتطلعون الى هذه المفاوضات بعين الأمل والرجاء، فلا يجب أن يخذلوا أبدا، ولا ينبغي أن يطول انتظارهم، أو تضيع أمالهم هباء.
وعلى الجميع محاولة استدراك الأخطاء العديدة التى شابت عملية التفاوض منذ بداياتها، وتصحيح مسيرتها أولا بأول، وتنحية المطالب والأجندات الشخصية جانبا، وعدم تكرار تجار ب التفاوض السابقة الأليمة فى عهد النظام المخلوع التى لم تحل قضية أو توقف حربا، والتى انتهت إلى ترضيات شخصية بمناصب أو إمتيازات وقتية، فما يريده الشعب السودانى اليوم هو سلام شامل وعادل ومستدام، يرضى عنه عموم السودانيبن، ويعالج الأسباب الحقيقية التى أدت إلى اشتعال الحروب والاضطرابات والتوترات، ويفتح الباب للاستقرار والتنمية.