وحدت الثورة المهدية السودانيين وعند فتح الخرطوم كانوا كلهم انصار واستمروا كذلك الى ما قبل نهاية دولة المهدية حيث ظهرت بعض التصدعات والانشقاقات.
اثناء زحف جيوش المهدية هرب السيد محمد عثمان بابنه السيد على الميرغنى من كسلا الى مصر عبر سواكن بمساعدة الاسطول الانجليزى الذى كان يسيطر على البحر الاحمر وصل الابن الى مصر وظل مصير والده مجهولا.
جندت المخابرات الانجليزيه السيد على الميرغنى وصار ضابط استخبارات فى جيش العدو الذى غزا السودان واسقط دولة المهديه فانقسم السودانيون الى انصار وختميه وشجع الانجليز مشايخ الطرق الصوفيه للخروج من الانصاريه وتم اغراؤهم بالمال والوظائف فانشق بعضهم ولكن اغلبهم ظلوا فى ولائهم للدعوة المهديه.
عند بداية الحراك السياسى وظهور الاحزاب وفدت من مصر حركة الاخوان المسلمين والحزب الشيوعى واصبحوا اضافة لاعداء المهديه وتشكلت القوى المعادية للانصار وكان الاخوان يخادعون بانهم اضافة للانصار وليس خصما عليهم
وتكونت احزاب الاشقاء المطالبة بان يكون السودان تحت التاج المصرى بعد بروز اسماعيل الازهرى كزعيم للاتحاديين والذى شكل مع الختميه الحزب الوطنى الاتحادى الذى عارض الجمعية التشريعية التى شارك فيها حزب الامه و التى نادت بتقرير المصير للسودانيين والذى عارضه الحزب الشيوعى كذلك مع العلم ان تقرير المصير كان اهم خطوه قادت لنيل السودان استقلاله فى 1956 حين انتصر شعار السودان للسودانيين على شعار السودان تحت التاج المصرى تحت الضغط الجماهيرى رغم حصول الاتحاديين على اغلبية مقاعد برلمان الحكم الذاتى فى انتخابات 1953.
ظهرت بعد ذلك جماعة انصار السنة وحزب البعث والحزب الناصرى وتبواؤا مقاعدهم ضمن القوى المعادية للانصار.
تجلى عداء الشيوعيين السافر للانصار عند تنفيذهم لانقلاب 25 مايو برئاسة جعفر نميرى وكانت اولى اجندتهم سحق الانصار ومحوهم من السودان حتى يتمكنوا من تنفيذ برنامج حكمهم الشيوعى وعاونهم فى ذلك البعثيون والناصريون فكانت الابادة الجماعية فى الجزيرة ابا ومجازر ودنوباوى والكرمك فى ظل صمت الختميه وتاييدهم للانقلاب ببيان الحسيب النسيب فى حين عارضه الاتحاديون والاخوان المسلمين الذين كونوا فيما بعد مع حزب الامة الجبهة الوطنية التى تصدعت عقب المصالحة الوطنيه حين غير الشريف الهندى رايه فى آخر لحظه وآثر التعامل مع صدام حسين وخرج منها حزب الامه بعد ان نكث نميرى عن عهده واستمر الاخوان المسلمين بعد ان غيروا اسمهم للاتجاه الاسلامى مع نميرى فى السلطة الى قبيل سقوطه .
فى فترة الديمقراطية الثالثة بعد ثورة رجب ابريل فى انتخابات 1986حصل حزب الامه على اعلى نسبة من مقاعد الجمعية التاسيسيه ولكن لم يحصل على الاغلبيه الامر الذى اضطره ان يحكم عبر عدة ائتلافات مهزوزه حيث ظهرت لاول مره تحالفات القوى المعادية للانصار حين بدا الشيوعيون والكيزان فى تحريك الشارع بالمظاهرات واعلان الاضرابات المتتاليه وشارك فيها حتى الحزب الاتحادى الحليف بل وصل به الحال الى ان يحرض الشريف زين العابدين الهندى مزارعى الجزيره للاضراب عن جنى محصول القطن وتركه ليتلف وظل يحرض ضد النظام الديمقراطى من داخل الجمعية التاسيسيه ويؤلب القوات المسلحة عليها الى ان قال قولته القبيحة الديمقراطيه ان شالها كلب مافى زول بقوله جر ليقع انقلاب الكيزان بعد اسابيع ويتضح ان الهندى كان من ضمن صناعه.
استهدف الكيزان حزب الامه ورئيسه بالتهديد والوعيد ولاقى قيادات الحزب ورئسه مالاقوا من الاعتقال والتعذيب ومصادرة الاموال والنفى ولكن لم يفلح الكيزان فى شن حرب شامله على الانصار كما فعل الشيوعيون ولم يكن ذلك رافة منهم ولكن كان خوفا من الانتقام فهم يعرفون الانصار جيدا فقد نفذوا معا حركة 2 يوليو كما ساعدت حكمة رئيس حزب الامه فى منع الانصار من مصادمة الكيزان الى ان حانت تهتدون وخروج رئيس الحزب خارج البلاد وتكوين جيش الامه وهنا احس النظام بالخطر وسعى الى مصالحة حزب الامه الذى واجه تآمر الشق الآخر من القوى المعادية للانصار فى التجمع الوطنى الديمقراطى.
ظن الكيزان ان مصالحتهم مع حزب الامه ستدفعه لمقاسمتهم سلطة البغى ولكنه رفض رفضا قاطعا بانه لاياتى للسلطة الامنتخبا من الجماهير لتبدا حملات العداء من جديد خصوصا بعد اتفاقية نيفاشا التى رفضها حزب الامه وبين عيوبها وقبلتها القوى المعادية للانصار وشاركت فى سلطة الانقاذ مع الحركة الشعبيه.
بعد انفصال الجنوب خرج الحزب الشيوعى من برلمان الانقاذ ولكن حزب الميرغنى ظل مشاركا حتى سقوط الكيزان فى مزبلة التاريخ وهو حتما سقط معهم.
ظل الكيزان يستهدفون حزب الامه ورئيسه ظنا منهم انهم بذلك سيجبرونه على المشاركه وظل يشن معهم الشيوعيون الحملات الجائره ضد رئيس حزب الامه بالتلفيق والتزوير ويثنون على اعضائه وهذا غباء مابعده غباء فهم يظنون ان بامكانهم فصل القاعدة عن القياده ناسين ان القاعده هى التى انتخبت القياده ومن هاجم القياده فقد هاجم القاعده.
رغم المكائد والمؤامرات ظل رئيس حزب الامه ثابتا فى مواقفه متحليا بالحكمه ويتعامل بحلم مفرط مع مستهدفيه فى سعى دؤوب لتحقيق غايته فى تحرير الوطن الى ان جاء يوم 19 ديسمبر ليدخل الخرطوم عنوة رغم انف البشير متحديا بلاغاته الكيديه ليصادف ذلك التاريخ اشتعال الثورة المجيده ولم يكن ذلك صدفه ولابوخة مرقه بل عمل تم التحضير له جيدا.
ظلت مكايدات القوى المعادية للانصار فى تصاعد ايام الثورة وفى ساحة اعتصام القياده وكثرت الشائعات حتى بعد فض الاعتصام حين زعموا ان الانصار فكوا خيمتهم وغادروا لعلمهم بفض الاعتصام!!
مناشدات رئيس الحزب بالتحلى بالحكمة ورفض التصعيد وعدم التحرش بالعساكر قوبلت بالاستهجان الى ان اثبتت الايام ان ذلك كان موقفا صحيحا .كون نداء السودان وتجمع المهنيين قوى الحرية والتغيير اثناء الثورة لتمثل قيادة للثورة لم ينضم اليها الحزب الشيوعى الا بعد انتصار الثورة فى 11 ابريل وظل يعرقل مسارات التفاوض مع المجلس العسكرى ويستبق اى خطوة قادمه ببيان يمهد به لنسف اى اتفاق وظل يصعد فى الشارع بعد ان وجد تجاوب من الشباب المتحمس بلا رؤية ويسعى للصدام مع قوات الدعم السريع باى شكل لحصد المزيد من الارواح ليرفع بها وتيرة العويل والنواح الذى يخدم اجندته الهدامه لخلق فوضى تساعده فى تنفيذ انقلاب يستولى به على السلطه لانه عاجز عن الوصول اليها عبر الانتخابات فهو منذ تكوينه وحتى هرم ظلت عضويته فى تناقص باستمرار.
نسق الحزب الشيوعى لمليونية 30 يونيو مع الكيزان وهو اشأم ايام تاريخ السودان وابغضها ولكنه للكيزان كان يوم سعدهم ويمثل تصعيد ليس له مبرر وعارضه رئيس حزب الامه ولكن مؤسسات الحزب لم تستجب وشاركت عضويته فى موكب الشؤم الذى تم تحويل مساره الى القصر والقياده لتنفيذ المخطط الشيطانى وتصدت له قوات الشرطه وبعدها ادرك كوادر حزب الامه انهم كانوا مجرد م ن للشيوعيين.
عارض الحزب الشيوعى هيكلة قوى الحرية والتغيير وعارض تكوين مجلس قيادى لها واعترض على الميثاق السياسى واعترض على الوثيقة الدستورية لتتطابق مواقفه مع مواقف الكيزان وظل يركز هجومه على رئيس حزب الامه ولم يتناول الميرغنى المخذول من بعيد اوقريب رغم انه كان شريك فى الانقاذ حتى سقط معها وصمت عن تناول سيرة الكيزان كانما الصادق المهدى كان هو رئيس جمهورية الانقاذ.
قال اسكوت قرايشن المبعوث الامريكى عقب لقائه فاروق ابوعيسى انه يعارض الصادق المهدى المعارض مثله اكثر مما يعارض الحكومه حيث تحدث لثلاثة ارباع الساعه ضده فى حين تحدث ربع ساعه فقط عن الحكومة.
توهم الحزب الشيوعى انه يمتلك الشارع ويستطيع تحريكه كيف شاء ويضغط عبره للحصول على المكاسب وهاهو قد نجح فى فرض حمدوك رئيسا للوزراء واستاثر باغلب الوزارات وحاز على ادارات الجامعات ويزخف زحفا منسقا نحو الاستيلاء على كل الادارات شراكة مع العلمانيين فى ابطأ متعمد عن تفكيك دولة التمكين احتراما للشراكة مع الكيزان.
رغم اعتراضه على الهبوط الناعم فهاهو يقطف ثماره وحده بلا استحياء مثل الدجاجة الصغيرة الحمراء كما قال التوم هجو فالحزب الشيوعى كان يراهن على اسقاط النظام بالانتفاضة المحمية بالسلاح وسبق ان امهلها 100 للتنازل عن السلطه والا سوف ترى مرت عشرات آلاف الايام ولم يسقط منها ورقه واسقطها الهبوط الناعم الذى كان يتندر به وهاهو يتكالب لحصد محصوله.
افاق الحزب الشيوعى من غيبوبته بعد ان صفعه شباب الثورة فى 21 اكتوبر وعراه من كل اوراق التوت التى تدثر بها ولم يستجب لمسارات مواكبه المنسقة مع الكيزان فصمت صمت القبور وبدأت المعارك بين منسوبيه لتولى المناصب فى تمكين يسارى اسقط عن حمدوك قوميته وافقده غالبية مؤيديه خصوصا عقب تعيينه للقراى والرشيد ليتاكد الشارع السودانى ان حمدوك ليس سوى دميه شيوعيه يتلاعبون بها كيف شاؤوا .
نلفت نظر حمدوك ونقول له انتبه وكن محايدا ولاتصطف مع القوى المعادية للانصار فانهم سيفشلون حكومتك وسيحرقونك ولاتستجب لابتزازهم فهم لارصيد لهم فى الشارع السودانى ولن يقبلوا بالديمقراطيه وسيسعون للانقلاب باى وسيله من خارج الحكومة او من داخلها.