بسم الله الرحمن الرحمن
نور الدجنة
ولد الحبيب وخده متورد
والنور من وجناته يتوقد
جبريل نادى في مناصة حكمه
هذا مليح اللون هذا أحمد
هذا كحيل الطرف هذا المصطفى
هذا جميل الوجه هذا السيد
إن كان يوسف قد أفاق جماله
تا الله ذا المولود منه أزيد
،،،،، عندما تدهشك بديعية المشهد والمرأى..وتكاد تلجمك مقامات المحتفى به ، فالحرف يتعنت وبنت الشفة مقصورة في خيمة اللسان تتواري بصاحبها ، من سبب أن المشهد أمامك يكتسي شرفاً من شرف صاحب الشرف الذي تشرف الشرف به..حين هذه اللحيظات الغالية فأن من العُسر ولادة أحرف تصف جمال مشهد الغبطة في نفوس المحب للحبيب الأعظم، دعك عنها من أن تحاول وصف ذات المحبوب ومعناه ولو كانت بعضها لبعض ظهيراً ..
…… فهو الذي تم معناه وصورته
….. ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسم
….. منزه عن شريك في محاسنه
….. فجوهر الحسن فيه غير منقسم
…لكن العمل له وجوده..فلا بأس هنا أن تكون أحرفي متطفلة علي موائد العشق علها تغرف غرفة تبارك لها جوف كاتبها فلا يظمأ أبداً…أطايب الناس وأحاسنهم وأنقاهم سريرة وجوهراً، هم أولئك الذين تشبثت قلوبهم وتعلقت آمالهم وغرقت نفوسهم وهامت أرواحهم في حب الذات المحمدية الفخيمة ذاتاً ومعنىً ، كون هذه الشخوص أدركت حقيقة مطلقة واحدة في عوالم الوجود الآن، أن الله تعالي هو الحقيقة الكبرى المطلقة ، وهذا الجلال القادر المريد اْصطفي مما خلق مطلقاً ، نوراً من أنوار ما خلق سماه مُحمداً ،فبدأ الخالق القادر المريد بحبه قبل خلقه ثم صلى عليه قبل خلقه، ولن يستطيع أحدٌ مما خلق الله أن يصلي عليه سوي الله تعالي العلي القدير، نقرأ هذا القدر للحبيب المحبوب في الشرط الأول من شروط الإسلام ، فليس مسلماً من شهد بشطر من الشهادتين : لا إله إلا الله مُحمداً رسول الله..الذات المحمدية النورانية الرحمانية قرنها الله تعالى اْسماً بأسم الله فهذا حباً وتبجيلاً لأعظم خلقِ الله بالإطلاق..هذا النبي الأمي الهاشمي الأبطحي القرشي سيد ولد آدم أجمعهم وأحاسن الخلق وأفضلهم..
محمد خُبِيَت بالنور طينته
محمد لم يزل نوراً من القدم
……
.. هذا المشرف المصطفي ذاتاً نورانية أوجدها خالق بديع أضاءت الكون ولن تنقطع نورانيتها ، فلا تزال تتنقل عبر الصفحات بحروف تشرفت أن نطق بها أنقى فِيهٍ ،في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، فهي نوراً وبركة يضيئ الصفحات والسطور..وهذا شأنها أبداً…
فالـحُبُّ أمْـنٌ والـحَبـيـبُ أميــــنُ
وارْفَعْ لِـواءَ العاشـقيـن وطِرْ بـهِ
واشْرحْ معاني الحُبِّ كيفَ تكونُ
…نفوس اْشتاقت فتلاقت..ساقها الطبع الخُلقي فتسابقت لتظاهرة ملأَها النشيد الصوفي حلاوة ، بعد صلاة العصر أمام البوابة الشرقية لمسجد الأبيض العتيق تعالت الأعلام بصنوفِ ألوانها وهي تحمل عظيماً ،،شهادة الحب والإيمان : لا إله إلا الله محمد رسول الله ..والكل واجدٌ عاشقٌ ، تبرق السنون بياضاً يرسِل من عمق السرائر حباً لهذا البدر الذي أنار الكون في فجر الأثنين الأغر المطياب من سنة هي الأخْيَر للبشرية بين زمان موسوم بشرف ألخير ورحمة الله ٥٧١ عام الفيل..ولد الهدي فالكائنات ضياءُ..وفم الزمان تبسم وثناء..ليتني كنت الحجر الذي سلم عليه. أو كنت الغمامة التي ظللته…أو الرمل الذي وطأه..شوقي لوكنت حذاءه الذي اْنتعل ..وأي شرف يفوق ذلك…حق للجذع أن يبكي نفسه…واا شوقااااه والدخان من حشى سيدنا أبابكر يذهب من داخل الأعماق..ودمعته العزيزة تسيل..ليس من ألمِ لدغ الثعبان له في رجله حالما كان يغطي آخر جحر داخل الغار السعيد ..لكنه يحس إحساس العاشق لو أن هذا اللدغ تجاوزه لخير البرية..والثعبان لم يلدغ سيدنا أبابكر حباً في اللدغ أو إذاية له، لكنها حالة محب آخر موجوع بحائل بينه وحبيب الله ، هو الآخر يروم لعيناه أن تكتحل برؤية الرحمة المهداه…
هو الحبيب الذي ترجي شفاعته..
لكل هول من الاهوال مقتحمِ..
دعا إلي الله فالمستمسكون به
مستمسكون بحبل غير منفصمِ
فاق النبيين في خَلْق وفي خُلُق
ولم يدانوه في علم ولا كرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمس
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ…
..مضيئوا المحيا…بسماتهم حالما تومض، تقرأ منها جلاء الإيمان ..ويقين الحب…بسيطوا الحال..عميقوا الفكر وبعيدوا الوجد والشوق لمحبوبهم محمداً..تولهو به ذاتاً ومعنىً وروحاً..فتداخل ذلك الحب والوجد بركةً وطهراً ، فأضاءت نفوسهم وسمت وتعالت ومن أثر ذلك أنِ اْستوى عندها المنح والعطاء..وكله في صبابة تغطي الفؤاد وتتجوهر فيه وتتسيده..هؤلاء ذاقوا فاشتاقوا وحبوا فأُحِبوا فعاشوا بين الناس يحملون نور النبي في داجٍ من الظلم فضاؤا وأضاؤا…حتي انتهى بنا المقام في ساحة العلم وفِناءالفَناء الروحي مشيخة الطريقة الإسماعيلية بحي القبة عاصمة عروس الرمال..وساق الحب ونشوة الإنشاد والطبول والنَوبة وطريي الذكر الجموعَ قصدَ ساحةِ المولد المباركة ” ميدان الحرية ” بوسط الأبيض..فكان الإفتتاح محبراً بآيات من القرآن الكريم مفتَتَحاً لبرنامج زفة المولد النبوي الشريف ..بينما الخيام تزين السوح الطيبة التي تتشرف أن ينشط فيها حراكاً في أيام مقبلات….
هبّتْ نَسائمُ مَولدِ المُختارِ
والكونُ أظهرَ وجدهُ ياسْاري
هبّتْ نَسائمُ مولدِ الهادي الذي
لولاه
مادارت كؤوس الوصلِ بالاسحارِ
هيا افرحوا ياسادتي مثل الأولى
هيا افرحوا بالخير كالأنصارِ
هيا افرحوا بحبيبكم وإمامكم
ورسولكم الماحي للأوزارِ
دقوا الطبول وزينوا ساحاتكم
بالطِيب والأمداح والأذكار
قل بفضل الله ثم برحمة فليفرحوا
هذا دليل من كتاب الباري
هو رحمة الباقي المعظم قدره
هو شمس حق كامل ُ الانوارِ
هو سيد الاكوان سِرُ وجودها
هو بهجةُ الاراوح ِ والابصارِ
يافوز من شمّ النسيم بليلةٍ
فاقت ليالي القدر في الأسرار
هي ليلة فيها الهنا فيها المنى
فيها الرضى من سابل الاستارِ
ياليلة الميلاد عودي بالذي
يشفي فؤادي من هوى الأغيارِ
ياليلة الميلاد جودي بنفحةٍ
نرقى بها لمنازل الأحرار والأبرارِ
ياليلة الميلاد إني عاشق
لمحمد ولآله ولصحبه الأخيارِ
صلى عليه الله قدر صفاته
وعلي جميع السادة الاقمارِ
صلى عليه الله ماالبدري شدا
هبت نسائم مولد المختارِ…