لم نخلص من رؤوس أفعى الإنقاذ حتى خرجت علينا أذنابها.. يهددون ويتحدثون عن الوطن بفجاجة وغباء يكشف عن عمق الرثاثة والضلالة التي زرعتها الإنقاذ.. ومن هذه المحن السيد الذي يسمى “عبد الله مسار”.. وفي حقيقة الأمر ليس في الإنقاذ رءوس حيث أن جميعها من الأذناب و(الذنبيات) والرخويات والطفيليات التي تلهث من أجل المال وتسعر من أجل قطع الأراضي والبيوت في خَلعة وهيستريا ونهم غريب وعجيب..(منهم مُتهم بامتلاك 400 قطعة أرض سنعود إليه) ثم يتجرءون على الناس ويهددون بدلاً من الصمت والانزواء.. ومنهم مرضى – مثل هذا الرجل- فاقت أمراضهم كل ما موصوف في مصطلحات ومدارس علم النفس من علل عصيّة ومن كلبتومانيا وشيزفرينيا وبارانويا ووفوبيا و(لغفوبيا- من اللغف) وفصام وذهان وهوس ووسواس قهري (وارتكاسي) وكل مركبات النقص وأمراض الهوان النفسي و(التربية الناقصة) والاختلال العقلي وموت الضمير وتبلُّد الحس وفقدان البوصلة وكراهية النفس ومقت البشر وعدم الخوف من العيب والتمرّغ في الباطل..!
قال إن حكومة الثورة لا علاقة لها بالسودان..هل هان السودان حتى يقرر مصيره أمثال هذا الرجل النابح في ذيل كل قافلة؟ وهو لم يكن من الوجوه المعروفة ولا المألوفة داخل الحزب الكبير الذي انشق منه تابعاً، ثم انشق من المنشقين (أصحاب الصفقة الأصلية) وجاء إلى المؤتمر الوطني (رديفاً) فوضعه في سلة ذيلية بين سقط المتاع، وظل مغموراً لا يُسمع له حس إلا عندما يريد المؤتمر الوطني أن (يتشطّر) بمقدرته على شراء الولاءات وتشقيق الأحزاب.
ولا يعرف الحزب السابق أو اللاحق ولا المجتمع السوداني لهذا الرجل مزيّة ولا خبرة (ولا طعم ولا دعم) ولم يسمع الناس أنه صنع شيئاً ذا فائدة عندما قلدوه الوزارات والمناصب البرلمانية في زمن الإنقاذ الأغبر زمن (المهانة الكبرى) وأيام نخاسة المناصب والمواقع..
وها هو يخرج الآن ليقرر في مصائر السودان بلا سند من علم أو خبرة أو معرفة أو جماهيرية.. ولا بقية من حياء.. يتحدث عن قدرته على إخراج عشرة آلاف ليحدث بهم انقلاباً على سلطة الثورة وهو يجهل عجز إمكاناته كما يجهل معادلات الحساب…! طبعاً هو لا يستطيع ملء مقاعد (حافلة حمولة 12 راكب)..ولكن حتى إذا أتى بعشرة آلاف شخص ماذا يصنع بهم أمام الملايين التي خرجت للثورة..؟ خطأ في الحساب وفي التقدير..إنه الجهل في الحالتين.. مثل تلميذ (لا يذاكر ولا يراجع) قرأ سورة من القرآن بالخطأ وقال: “في جنات تجري من (فوقها) الأنهار” فقال له المدرس المُغتاظ: لا دين لا جغرافيا..؟!
يا رجل اقصر وألزم حدودك فأنت كنت في معية الإنقاذ الضالة حتى سقوطها المدوي فكيف تريد المشاركة في حكومة الثورة؟!..بأي أمارة تريد المشاركة في سلطة ثورة ما اندلعت شرارتها إلا ضد الإنقاذ وقطار النهب والجهل والظلم والاستبداد الذي كنت تجلس في مؤخرة عرباته كل تلك السنين الطويلة التي لم تقل فيها شيئاً عن مجازر دارفور وأنت تعلم ما جرى فيها .. وغيرها من المذابح والظلامات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.. وبعد مخالطة طويلة للحرامية والقتلة تأتي اليوم لتهدد بوأد الثورة إن لم تعطيك وزارة..وتصف من اختارهم الشعب الثائر بأنهم جاءوا (بالشنط) من خارج السودان..! ومن الذي اخرج الناس من السودان وطردهم من الخدمة وشرّدهم في بلاد العالمين غير نظام الإنقاذ الذي ظللت تلعق ما تيسر من ماعونه الملوث طوال عهده الآثم اللعين..؟!
معنى كلامك إن اللاجئين الذين طردوا غصباً من السودان لا يحق لهم أن يشاركوا في نهضته وأن يعيشوا فيه أحراراً كراماً…. ما هذا الجهل الذي يتبرّج على الطرقات حتى يعمي صاحبه من إدراك مقدار جهله وتواضع ملكاته..ألا يذكر الرجل أيام استوزاره حين استضافته قناة فضائية من خارج السودان تسأله عن مهام منصبه..(ويا ليتها ما سألته)..! فقد كان فضيحة الدنيا ومضحكة الميديا ..والسائل يتعجّب من عي الرجل وتلعثمه وجهله حيث لم يستطع أن يقول (كلمتين على بعضها) عن شؤون منصبه وأحول بلاده.. فالإعلاميون في القنوات العربية يعرفون مدى حصافة أهل السودان وعلمهم ومعرفتهم.
لقد أوشك مقدم البرنامج أن يتساءل: كيف وصل مثل هذا الشخص إلى أن هذا المنصب في السودان..! والأغرب أن هذا الرجل يتنكّر للإنقاذ (حبيبة قلبه) وهو الذي قال في تصريح منشور في كل الصحف (لاحظ انه رئيس حزب) قال: “حزب المؤتمر الوطني هو الأصلح لقيادة البلاد والبشير هو الأصلح والأنسب للحكم وهو صمام الأمان، وقادة المؤتمر الوطني هم أهل الفضل الكثير وبمجهود قليل يُدخلون أنفسهم والأحزاب والشعب السوداني الجنة” ..أي والله هذا هو تصريحه المنشور في الصحف ..(الله لا كسب الإنقاذ)…!