هذا المقال لاعلاقة له بالجدل القديم المتجدد حول الهوية السودانية التي أقحمها بعض المنظراتية في قوالب جاهزة تفرق أكثر مما تجمع رغم أن النسيج المجتمعي السوداني تشكل عبر الأزمنة والأمكنة في هوية جامعة تستوعب كل مكوناته المتنوعة ثقافياً وإثنياً.
أكتب اليوم عن عمل فني خالد في تأريخ الغناء السوداني من كلمات الفنان الشامل الشاعر السر احمد قدور، متعه الله بالصحة والعافية، وأبدع في أدائه الفنان الراحل المقيم إبراهيم الكاشف الذي أحدث نقلة نوعية في تأريخ الغناء السوداني.
لكنني أنتاول اليوم العمل الفني الجماعي الذي أعاد تقديم هذه الأغنية في كورال جماعي بعنوان “أنا أفريقي .. أنا سوداني” بمشاركة كوكبة من الفنانات والفنانين من السودان وأثيوبيا والمغرب ويوغندا وتنزانيا، الأمر يؤكد ان أفريقيا قارة جامعة لمختلف دولها ذات الثقافات والأعراق المتعددة.
تقول كلمات القصيدة الغنائية : أرض الخير أفريقي مكاني.. بلد النور والعزة مكاني.. أرض اجدادي.. جباههم عالية.. مواكب ما بتتراجع تاني.. أقيف قدامها واقول للدنيا انا سوداني.
أبدع الفنانون الذين أعادوا إنتاج هذا العمل الفني الرائع يتقدمهم الفنان السوداني الشامل شرحبيل أحمد، والفنان الأثيوبي محمود أحمد، والفنانة اليوغندية الرائعة شيفا موسيسي، والفنانة المغربية التي أضفت بأدائها المميز على الأغنية مذاقاً خاصاً أسماء حمزاوي.
في هذه القارة النائية (أستراليا) لا أمل مشاهدة هذا الكورال الذي أبدع في تصميم لقطاته الفنان السوداني استيف اوشيك، وفي أدائه الجماعي المتناغم فرقة اورباب السودانية، وفرقة كنادة المغربية، والفرق الراقصة الاثيوبية واليوغندية والتنزانية التي اندمجت بتناغم تام مع الإيقاعات المشتركة دون أن تتخلى عن خصوصياتها اللغوية والفنية.
لن أستعرض هنا كل الذين أسهموا في إنجاح هذا العمل الجماعي الكبير، لكن لابد من الإشادة بالدور الكبير في التنفيذ الموسيقي لاوركسترا كلية الموسيقى والمسرح السودانية والتنفيذ الموسيقي والتسجيل لعمر القصاص.
لا بد من تحية مستحقة للمخرج السوداني الطيب صديق الذي نجح في إخراج هذا الكورال بهذه الصورة الرائعة، والتحية موصولة لكوكبة المنتجين والمصورين والمستشارين ومصممي الملابس والألوان الذين نجحوا في إدخال كل المشاركات والمشاركين في الغناء والاستعراض الراقص في هذا العمل الفني الكبير الغني بالتنوع والانسجام والحضور والتناغم.