وثورة ديسمبر تقطف ثمارها، وثمنها غالٍ، شباب يانع كالورد، كانت خلالها محطات ساطعة فاح أريجها آفاق العالم، وأثبتت أن دولة الظلم ساعة… ثورة كاملة الدسم، ساندها الكثيرون من غير السودانيين، ربما اعجابا بما تناقلته كاميرات هواتف الشباب، وأضوائها تشكل أبهر لوحة أضاءت ليالي أيام اعتصام القيادة.
على الجانب الآخر، لم تتوقف دعاوى التخذيل ومحاولات يائسة لقتل روح الثورة، وظل البعض يقارنها بثورات الشمال… يقهقهون في انتظار أن تتفرق الجموع تحت وقع هراوات العسكر واختناقات الغازات المسيلة للدموع. لكنها انتصرت.
ظهر البعض، من هنا وهناك يروج لعودة الحكم البائد، بينهم صاحب قناة المستقلة اللندنية … يؤكد البعض أنه يحمل جواز سفر سودانيا منح له “زمن الغفلة”… ظل الهاشمي الحامدي يفرض نفسه كمدافع عن النظام البائد حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة… وبعد زواله إلى مزبلة التاريخ، تحول إلى بلده “تونس” مترشحا لرئاسة الجمهورية، بيد أنه حقق “سقوطا مدويا” قوامه 0.4 في المائة، فخرج بائع الأوهام ملفوظا نحو “مستقلته” ليبدأ البحث عن صيد جديد.
في المقابل، كانت هناك شخصيات عالية المكانة شكلت، محطات ساطعة على طريق الثورة، أعلنت إيمانها بالحراك الثوري وحتمية التغيير، لشعب يستحق عيشة أفضل، وهو يكسر عصا المذلة والمهانة وتسلط زبانية السحت ومصاصي الدماء.
قامات عالية، ترفع لها العمائم تقديرا وعرفانا، فقد كان أداؤهم فاعلاً على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بل تفوقوا على كثير من أهل “الوجعة” في التفاعل مع أحداث الثورة.
من الأردن كان الشيخ سليمان قنوده العزازمة، ومن الكويت كان سعادة السفير أنور الرشيد، كانا من أكثر الشخصيات العربية مساندة للثورة السودانية منذ بداياتها، لا تكاد لحظة تمر دون يطلقا كلمات المؤازرة والتشجيع، خاصة عبر منصة تويتر، فاكتسبا جراء ذلك آلاف المتابعين والمريدين.
كثيرون توقعوا أن تقدم لهم وزارة الثقافة والإعلام أو أحد محافلها دعوة لزيارة السودان، فشكر هؤلاء الرجال واجب… شكر بما يليق بمواقفهم وأدائهم ومشاعرهم تجاه الثورة، وكان يمكن استغلال الفعاليات الراتبة كمعرض الخرطوم أو غيره واستضافتهم كضيوف شرف والاحتفاء بهم وتكريمهم…وما زال الأمل قائما.
وحتى ذلك الحين، نقول لهما شكراً لكما بحجم السماء.