بعد الهجوم العنيف الذي شنه السكرتير العام للحزب الشيوعي ضد الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك ، من حق الشعب السوداني ن يسأل: ماذا يريد الحزب الشيوعي ؟ الشيوعي المخضرم صديق يوسف، وبكل تاريخه الناصع البياض هو من قاد التفاوض مع المجلس العسكري إلى أن توصلوا للوثيقة السياسية، وفجأة وقبل التوقيع على الوثيقة الدستورية تغيرت وتبدلت مواقف الحزب الشيوعي، رغم أنهم أعلنوا صراحة أنهم لن يوافقوا على الوثيقة الدستورية، وفي نفس الوقت لن يقفوا ضدها، ولن يشاركوا في أي من مستويات الحكم خلال الفترة الانتقالية، وصراحة هذا الموقف كان رائعاً من الحزب رغم أننا كنا نتمنى وجودهم على الأقل في المستوى التشريعي.
لا أحد يستطيع أن يزايد على مواقف الحزب وجماهيره في الثورة، ولا أحد يستطيع أن يتجاهل أن لهم القدح المعلى في تحريك الجماهير وقيادة المظاهرات حتى نجاح الثورة، بالطبع مع بقية التنظيمات والأحزاب جنباً إلى جنب. ولكن ما بالهم الآن يكيلون السباب ويقفون مواقف نعجز عن تفسيرها من الثورة، ومن الحكومة الانتقالية، وخط سيرها؟
أنا شخصياً لي تفسيري الخاص وأتحمل نتيحة ما سأقول، مع علمي المسبق أن ما سأقوله لن يرضيهم، وسيغضبهم، وأكرر ان هذا استنتاجي الخاص استخلصته مما أتابعه.
رأيي الخاص ان الحزب الشيوعي لا يقود معركة ضد الحكومة الانتقالية برمتها، انما يقود معركته ضد اعضائه السابقين! بنظرة سريعة لمن تم تعيينهم في عدة وظائف حتى من الوزراء، ستلاحظون أنهم يحملون لقب (عضو حزب شيوعي سابق)، وهؤلاء إما فصلوا من الحزب في فترات سابقة نتيجة لخلافات بينهم أو انهم تركوا الحزب بمحض إرادتهم لاسباب تخص الحزب أو تخصهم هم، المهم: المحصلة أنهم يحملون اسم ( عضو سابق).
لن أحدد الأسماء، ولكن المتابع الحصيف يعي ما أقوله ويدرك الأسماء والوظائف التي يتقلدونها الآن، وهذه هي معركة الحزب الحقيقية في رأيي الشخصي.
والسؤال: إلى متى ستستمر هذه المعركة؟ هل حتى إسقاط حكومة حمدوك؟ أم حتى إسقاط هذه الأسماء؟
مازلت احترم الحزب الشيوعي، وأقدر مواقفه، ولكن موقفه من حكومة حمدوك يحتاج إلى مراجعة ونقد ذاتي شفاف.
أخشى ما أخشاه أن يركب الحزب الشيوعي في السرج نفسه مع الكيزان في محاربة حمدوك وحكومته، حتى وإن اختلفت النوايا، فيظل الهدف واحداً.