حسناً .. وبما أن منصات التواصل الإجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية أصبحت (مدرسة مجتمعية) قد تكون صالحة وأحياناً طالحة ، وهي بالطبع مدرسة إجبارية ودروسها الموجَهة للمجتمع بكافة فئاته النوعية والعُمرية (قسرية) ولا يمكن برمجتها أو تدارك وتخطيط محتواها وما ترمي إليه من أهداف ،
صرنا مضطرين وإبتداءاً من هذا المقال أن (نُنصِّب) الإعلام الهادف (ناقداً ومُحلِّلاً) لمايطرأ من أحداث في هذه المدرسة المؤثِّرة والخطيرة بتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على البناء المادي والقيِّمي للمجتمعات والأمم ،
ما يقودني اليوم للحديث عن هذا الموضوع ما تناقلته الأسافير على مدى اليومين السابقين من فيديوهات خاصة بأحداث مدرسة كبيدة الخاصة والتي إن يتم التعامل مع (فحواها) بجدية وحزم ستُشكِّل بالتأكيد دروساً جماعية (مُركَّزة) في مادة الإنحراف الأخلاقي والسلوكي (للكبار) في محفل تربوي وأكاديمي يؤمَّهُ الصِغار الذين لا يستهدفون من وجودهم فيه سوى التعلُّم والتحلي بالأخلاق والقيَّم النبيلة .
دون الدخول في التفاصيل ولا تحمُّل مُعاناة الحُكم في من كان على خطأ أو من كان على صواب ، فالقصة أن ولي أمر أحد التلاميذ ومعهُ ثُلةٌ من الأسرة والأقرباء حضروا للمدرسة المذكورة للتفاكر مع إدارتها حول مشكلة تواجه إبنهم ولهُ فيها خصومٌ من زملائه وزميلاته بذات المدرسة ،
ثم بإختصار وصل الأمر بولي أمر التلميذ ومرافقوه إلى الهجوم والتعَّدي بالضرب المُبرح والمؤذي على جميع من كان أمامهم بساحة المدرسة ، الجميع بدون فرز ومن بينهم مَنْ لم يكُن لهُ أيي صِلة بالموضوع ، وبما أن الأمر قد أصبح موضوعاً (عاماً) عبر ذلك الفيديو المؤذي نفسياً لكل من يراه علينا ومن باب (حماية) هذا المجتمع الذي يستعد لعهدٍ من (الرُقي) الأخلاقي في دولة السودان الجديد التي نحشدُ لها كل الأماني والأحلام والصِفات الطيبة ،
قرَّرنا أن لا يذهب الموضوع أدراج الرياح وأن لا يمُر مرور الكرام لأننا وعلى ما يبدو سـ (نؤسِّس) لكل شيءٍ من جديد حتى منظومة القيَّم والأخلاق ومفاهيم الأبوة أو الأمومة السويَّة والقادرة على إنتاج الحِكمة والصبر والعدالة في عقول وأفئدة النشأ الجديد.
رغم (طبيعية) الحدث وبساطته على مستواه الشكلي بإعتبار أن لكل قاعدةٍ شواذ ، إلا أن مضمونهُ (بعد إنتشاره وتداولهُ) يستحق أن تتجلىَّ معالجتهُ من منظور المنهج الديموقراطي الذي يجب أن تمتد رسالتهُ لتشمل (رقابة) المؤسسات والمجتمع والأفراد على بسط العدالة المُطلقة والقيَّم التي تُعلي من قيمة الإنسان وكرامته ،
فإن لم ندعم دواخل أبناءنا وبناتنا بأسباب ومعينات إعتدادهم بإنسانيتهم وإحترامهم في ذاتهم وعواطفهم وعقولهم وأجسادهم فإن مثل ذلك الفيديو المُنتشر إنتشار الهشيم في النار سيدفعهم لا محالة إلى الكُفر والإستهزاء بما نردِّدهُ في آذانهم كل يوم من قيَّم وأخلاقيات ،
على إدارة المدرسة المعنية ووزارة التربية مُمثَّلة في إدارة التعليم الخاص وكذلك إتحاد المدارس الخاصة ومجلس أولياء أمور طلاب المدرسة بالإضافة إلى كل الحادبين على (المستقبل الأخلاقي والتربوي) لأبنائنا في المدارس والساحات والشوارع ومراكز الخدمات ومواقف المواصلات والمنابر الإعلامية المباشرة والإلكترونية وفي كل مكانٍ وزمان أن يعملوا على (تحويل) هذا الدرس البذيئ والنابيء الذي تلَّقاهُ المجتمع السوداني إلى درسٍ (موازي) وأكثر عُمقاً يعمل على إحقاق الحق وإبطال الباطل عبر اللوائح والقوانين والأعراف السودانية التي لم ينضب معينها في كل مقامٍ ومقال.