رغم اطلاعى القليل على مؤلفات الفقه الاسلامى التى تكتظ بها المكتبات لاحظت انها تركز على احكام وفتاوى تجاوزها الزمن وتعتبر مؤشرات سالبه تحسب ضد الاسلام ومثال لذلك الرق و المراءه مما يوجب اعادة صياغتها مره اخرى حتى تتوام مع العصر الحديث فكتابنا القرآن يغطى الفتره من قبل خلق الكون والى ما بعد قيام الساعه وبالتالى فهو يستوعب كل المتغيرات خلال هذه الفترات وهذا ثابت بالآيات العديده ولماذا لا يعاد تفسير القرآن وقد وقعت احداث لا يعلم بها سلفنا الصالح مثل الحقائق العلميه التى وردت فى القرآن واثبتها العلم التجريبى مؤخرا ولكن يبدو ان الغوغائيون والسوقه والمتحجرون يقفون حجر عثره امام هذا الامر وبعض المستنيرين كذلك فعندما قدم الدكتور مصطفى محمود كتابه القرآن محاوله لفهم عصرى انبرى له الاستاذ محمود محمد طه مسفها اجتهاده ومتفها جهده وقدم فلسفة فى الاسلام قادته لحتفه .
كل من يحاول تطبيق احكام اسلاميه يركز على الحدود فقط ويجعل من الاسلام مؤسسه عقابيه ويحمد للحبيب الامام الصادق المهدى اجتهاده الذى دحض به فرية قوانبن سبتمبر بكتابه العقوبات الشرعيه وموقعها من النظام الاجتماعى الاسلامى ولو اخذنا حد كحد الحرابه مثلا( وما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الا ان يقتلوا اويصلبوا اوتقطع ايديهما وارجلهما من خلاف الى آخر الآيه من سورة المائده وقابلناها بآية سورة الاسراء( قال ءامنتم له قبل ان ءاذن لكم انه لكبيركم الذى علمكم السحر فلاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم فى جذوع النخل ولتعلمن اينا اشد عذابا وابقى ) صدق الله العظيم .
نجد ان عقوبةالصلب والقطع لم يات بها الاسلام بل هى موجوده فى شرائع اهل الارض قبل نزول التوراة والا لكان فرعون اول من طبق شرع الله وباب التوبه مفتوح ولا يشترط فى قبولها من الحق عز وجل اقامة الحد .
وكذلك الرق فهو موجود فى الارض ولم يات به الاسلام ومعلوم ان الرقيق يعتبر من الاموال فهو يباع ويشترى وان كان الاسلام يقننه لفرض عليه الزكاة وحدد لها نصاب كما كل الممتلكات الاخرى بل على العكس فقد شجع الاسلام عتق الرقيق وجعل كفارات الخطايا عتق الرقاب ونزل فى القرآن الآية 13 من سورة الحجرات (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)صدق الله العظيم اذن لا رق فالناس سواسيه ورغم ذلك نجد كتب الفقه الاسلامى تعج باحكام الرق وحتى منشورات الامام المهدى عليه السلام .
الصوت العالى على اغلب المنابر بالمساجد هو صوت المتاسلمين ورصفائهم السلفيين الذين حجموا الاسلام و حجروا الفقه الاسلامى واوصدوا باب الاجتهاد وكفروا ويكفرون كل من خالفهم فى الراى فالاسلام هم وهم الاسلام والحمد لله الذى انزل الآية 80 من سورة النحل ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين ) فلولا الى حين هذه لحكم علينا هؤلاء بلبس الشمال واستخدام القرب والسعون الى يوم الدين . تعتبر هيئة شوؤن الانصار الجهة الدعويه الاكثر تاهيلا للاضطلاع بهذا الدور لا غرو وان الامام المهدى قد ازاح الصخرة التى تسد باب الاجتهاد .
من بعض ما اطلعت عليه من كتب الفقه الاسلامى موطا الامام مالك واحياء علوم الدين والكشاف ومنهاج المسلم ورياض الصالحين ومنشورات الامام المهدى وبعض كتب مصطفى محمود وكتابان لمحمود محمد طه وكتيبين للاخوان الجمهوريين وبعض كتب الامام الصادق المهدى ومقدمه لاحد كتب الترابى كفتنى عن قرأة بقية كتبه وكلها تتفق فى العقيدة والعبادات مع اختلافات بسيطه فى كيفية ادأ الصلاة حيث وجدت اتفاق تام بين ماجاء فى منشورات الامام المهدى وماورد فى كتاب العبادات فى مجلد احياء علوم الدين للامام الغزالى فهما يتفقان فى افتتاح القراءة بالاستعاذة والبسلمه فى الصلاة ويتفقا مع الامام مالك فى القبض وعلمت من مصادر اخرى انهما يتفقان مع مذهب الامام الشافعى كذلك ولكن الخلاف الكبير فى فقه المعاملات وهى متحركه وتحتاج فقها متجددا بداءه الامام المهدى بفتح باب الاجتهاد ووضع اول قاعدة لولاية الحكم فى الاسلام ثم اضاف الى ذلك الامام الصادق المهدى مصادر التشريع فى كتابه نحو مرجعية اسلاميه متجدده وتعريفه لاحقا لمعنى ختم الرساله حيث قال انه يعنى استخلاف الانسانية المؤمنه لتفعيل مواهبها من روحيه وعقليه وارادة حره لتدبر معانى التنزيل واستثمار مصادر المعرفة الاخرى من عقل وتجربة والهام فى التعامل مع مستجدات الزمان والمكان وهذا يجب ان تقوم به مؤسسه وليس افراد ولاحتى مؤسسة كالازهر الذى يقع تحت سطوة الدولة المصريه لايفتى بغير ماترضى لذلك يمكن ان يكون منتدى الوسطيه الاسلاميه العالميه هو الجهة المؤهلة لهذه المهمة.
اذاحللنا تجارب الجماعات الاسلاميه فى السودان نجد ان الجماعات السلفيه سقطت سقوطا مدويا بعد تجربة حكم الانقاذ الفاشلة الفاسده التى انخرط فيها جميعهم فكانوا ابعد الناس عن روح الاسلام ويتعاملون مع ظاهره دون باطنه
ولايتورعون من انتهاك محارمه اضافة لادمانهم الكذب الذى هو نقيض الايمان.
جماعة الاخوان الجمهوريين من ناحية التواضع والتبسط ولين الجانب والدعوة بالحسنى واظهار بعض الزهد اقرب الى روح التدين من السلفيين ولكن اعتقادهم فى استاذهم واتباعه فى شطحاته وتملقهم لجعفر نميرى قبل ان ينقلب عليهم عندما توالى مع الكيزان وعدائهم السافر للمهدية شكك فى مصداقيتهم.
كان الجمهوريون يراهنون على عدم مقدرة نميرى اعدام محمود والذى ثبت عند موقفه ولم يتزحزح عنه ومات دونه فى حين قبل اتباعه الاستتابة المذلة ولم يثبتوا على مبدا استاذهم فماتت دعوتهم بموت صاحبها واختفى الجمهوريون كانما كانوا فص ملح وذاب وظهروا بعد الثورة وقد شاخوا جميعا وجاؤا بنفس فكر استاذهم لم يحذفوا اويضيفوا شيئا.
لن يستطيع الجمهوريون اقناع احد بالرسالة الثانية للاسلام فرسالة الاسلام واحده والقرآن مكى او مدنى هو كتاب واحد فالسور المكيه تخاطب الناس جميعا لان يدخلوا فى دين الله ومانزل لاحقا يخاطب الذين آمنوا بعد ان تكونت امة الاسلام وليس كل السور المدنيه سور تشريع فعلى سبيل المثال سور مثل النصر والزلزلة والبينة والانسان والحديد والرحمن مدنيه ولاتحتوى آيات تشريع. كما انهم لن يستطيعوا اثبات ان الله هو الانسان الكامل كما زعم محمود فالله خلق الانسان فكيف يكون هو نفسه انسان!
تنظيم الاخوان المسلمين عبر مراحله المختلفه بعد ان ترأسه د الترابى لم يثبت على مبدأ وتحولت دعوتهم من سلفيه الى تجديديه متخبطه اعتمدت الكذب والخداع ولبست للناس جلود الضأن من اللين لتختلس الدنيا بالدين ونعاها مؤسسها قبل وفاته وسقطت الى الابد بسقوط دولتها الفاسدة الفاشله وسقط معها انصار السنه الذين ناصروها منذ بدايتها وحتى نهايتها ليكمل محمد بن سلمان اسقاط انصار السنه بعد وصفهم بان دعوتهم اوجدتها الاستخبارات البريطانيه واقام مهرجان حرق النقاب.
اتفقت كل التنظيمات المتاسلمه على عداء المهدية والانصار وامامهم فى توافق تام مع الحزب الشيوعى منضمين لمعسكر القوى المعادية للانصار ولو وجدنا مبرر للشيوعيين لمعادة الانصار لانهم يسعون لهدم قيم الاسلام فماذا يبرر تصرفات المتاسلمين اذا لم تكن لهدم الاسلام ولكن من الداخل؟
اعادت الدعوة المهديه الاسلام الى عهده الاول باحياء الكتاب والسنه والغت المذاهب واتباع الائمة وارجعت الاحاديث الى القرآن فما تطابق معه اخذ به وما تعارض معه ترك وقال صاحب الدعوة ما جئت به اذا طابق الكتاب والسنه خذوا به وان خالفهما اضربوا به عرض الحائط مما يثبت انه لايجبر احد على اتباعه ولايفرض رؤيته قسرا وبذلك استطاع توحيد السودانيين خلفه بقناعتهم وكانت هنالك تطلعات لشعوب اخرى لاتباعه ولكن عاجلته المنية وانتقل الى جوار ربه الذى كان يتشوق للقائه.
تطورت الدعوة المهديه على يد الامام عبدالرحمن المهدى وقفزت فى عهد الامام الصادق المهدى بتكوين مؤسسه هيئة شؤون الانصار بشكل ديمقراطى كاول تجربة تمر بها التنظيمات الدعوه واستطاع الامام الصادق المهدى نقل الدعوة المهديه خارج حدود السودان بعد اختياره رئيسا لمنتدى الوسطيه الاسلاميه العالميه لذلك نجد ان الدعوة المهديه باقية ومتطوره واضمحلت الدعوات الاخرى وبعضها فى الطريق الى التلاشى وقد قال مؤسسها نارى هذى اوقدها ربى واعدائى حولها كالفراش كلما حاولوا اطفاءها احرقوا بها وصار امرى فاشيا وقد افتداها خليفته وصحبه الميامين بارواحهم حين قال فلتذهب الدولة ولتبقى الدعوة وصرف الانصار وحتى قادة الجيوش وطلب منهم الحفاظ على الدعوة ونشرها وواجه الرصاص ببسالة لينال شرف الشهادة فى سبيل الله وقد كان موقفه بطولى واستشهاده
اسطورى.