استانف منتدى سوداناب الثقافي بسدني نشاطه بعد غياب تسببت فيه عوامل كثيرة، من بينها انشغال أهل السودان في الداخل والخارج بتطورات ثورة ديسمبر 2018م التي نجحت في تنحية نظام الحكم الشمولي والدخول إلى مرحلة انتقالية تؤسس للحكم المدني الديمقراطي.
بدأت جلسة المنتدى التي عقدت الثلاثاء الخامس من نوفمبر الحالي بقاعة رجنتز باركRegents Park بكلمة الأستاذ بكري جابر التي ترحم فيها على شهداء الثورة سائلاً المولى عز وجل ان يتقبلهم بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى، وأن تستكمل إجراءات تعزيز الديمقراطية والسلام والعدالة، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة للمواطنين، وترحم على أعضاء سوداناب االذين رحلوا في الأشهر الماضية عبداللطيف فقيري وعباس سعيد وجرس خلة ومحمد السر حجوج، وحيا الحضور، وقال: “إن المطروح في هذه الجلسة ثمرة تداول في قروب سوداناب”.
كان قروب المنتدى قد تشاور حول بعض المقترحات المثارة للتداول حولها في المنتدى إلى أن استقر الرأي على الموضوع الذي أثاره الاستاذ جعفر عبدالله في تعليقه على بعض أصوات أنصار الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذين عادوا يتحسرون على فترة حكمه.
ابتدر الندوة الأستاذ النيل ابراهيم بطرح أسئلة في ذات الاتجاه بدأها بسؤال فلسفي : هل الواقع يخلق الحدث أم العكس؟ وتساءل عن سر تخليد بطولات القادة والزعماء الأفراد بمن فيهم الذين صنعوا بطولاتهم على جماجم الآخرين.
تحدث أيضاً عن أصحاب الرؤى والأفكار الذين تلتف حولهم أفئدة الذين يؤيدونهم في هذه الرؤى والأفكار وتتحول إلى مدارس فكرية خالدة على مر الأجيال، وقدم نماذج معروفة لبعض الزعماء والقادة وأصحاب الرؤى في بلادنا وفي العالم.
الأستاذ عزالدين الجلاد طرح أسئلة اخرى تعزز حقيقة تضخيم القادة والزعماء، وأضاف لهم زعماء الطوائف ومشايخ الطرق الصوفية، وتساءل عن سر أمر خلافة “البركة” وراثياً.
فتحت هذه الأسئلة طاقة للعصف الذهني وسط الحضور الذين أثروا المنتدى بمداخلاتهم، وخلصوا إلى أن الأنظمة الديكتاتورية تصنع “الأصنام” الفردية، وتؤلهها فيما تختفي هذه الظاهرة في الأنظمة الديمقراطية، حيث تظل إرادة الشعوب هي الغالبة، ويتأكد هناف الجماهير الثائرة القديم المتجدد ” لاقداسة في السياسة”.