رحم الله الفنان القدير صديق الكحلاوي صاحب أُغنية ( يا حليلا ريدة زمان) ، تذكَّرتها وأنا أُراقب هذه الأيام أقلام سدنة نظام الإنقاذ البائد وأبواقهم المهرجانية وهي تستميت في (متابعة) و(تدقيق) المؤتمرات الصحفية والتصريحات الإعلامية لوزراء الحكومة الإنتقالية وذلك من أجل إثبات الأخطاء أو التجاوزات أو حتى المضار التي قد ترتَّب عن المعلومات المبذولة ، وهدفهم بالطبع وعلى الدوام إلقاء اللوم على المسئول وإتهامه بعدم الخبرة وقلة الكياسة فيما يقول ويُصرِّح ، وما يعجبني في هذا الموضوع أن ما يفعلهُ أولئك السدنة لا يعني بالنسبة لي غير أنه مُجرَّد (إغتياظ) وتسليم وإعتراف بأنهم قد بذلوا كل ما في وسعهم لمناهضة ومحاربة الإرادة الشعبية ،
ولم يعُد بين أيديهم غير سلاح المتاجرة والمراهنة على قلة وعي الجماهير التي أدت (إمتحان) الإحترافية في قراءة الواقع والتأثير عليه ونالت أعلى الدرجات وتفوقَّت في ذلك على نفسها ، على أقلام النظام البائد التي ما زالت تُكابر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة أن تعلم أن (تصريحات زمان) التي كانت تعتمد على الفهلوة والضحك على الذقون ورسم الواقع كما يتمناه (الحاكم الجائر) قد ولَّى أوانها ،
أما في عهد الحرية وريادة إرادة الشعب فإن المسئول لا خيار لديه ولن يُعفى من المحاسبة والمُسائلة إذا جافت تصريحاته الحقائق أو وصفت الأشياء على غير حقيقتها ، فذلك في (شريعتنا) كذبٌ وتدليس وبُهتان ، وقد كان ذلك في زمانكم البغيض الذي مضى (تذاكي ودبلوماسية وشطارة) قوامها الخوف المزمن من قول الحقيقة والرُهاب المَرضي من التواجد في بُقعة الضوء الساطعة.
آخر هجماتهم الفاشلة إستهدفت السيد وزير التربية والتعليم عبر ما صرَّح به في مؤتمره الصحفي الأخير ، ليصطادو من بين طياته التي إحتوت كل ما يخطر على بال (وجيع) من مشكلات وقضايا التعليم في البلاد ، ما ورد حول وجهة نظره في اداء إدارة الإمتحانات ،
هذه الهجمات التي تديرها العجلة الإعلامية للنظام البائد تعمل على تقوية شوكة بقايا فلولهم في الخدمة المدنية وأصدق دليل على ذلك (إحتجاج) مديرعام إمتحانات السودان على تصريحات الوزير ومطالبته له بالإعتذار ،
ونقول للسيد مدير عام الإمتحانات أن الشعب السوداني كلهُ على علمٍ (بسوء) إدارة إمتحانات السودان وما يتناوشها من أخطاء وفضائح و(جرائم) أربكت الطلاب وأولياء الأمور وهزت ثقتهم في قداسة معايير العدالة في تصحيحها وحمايتها من التسرُب والبيع في سوق (الله أكبر) وبأبخس الأثمان ولكم في إمتحان الشهادة للعام 2017 خير دليل تستدلون به على (هوان) أمر التعليم والمُعلم والطالب السوداني بعد أن (وثَّق) الشعب السوداني عن بكرة أبيه تسرُّب إمتحان مادتي الكيمياء والرياضيات وإعتراف الوزارة بذلك ، وتداعيات ذلك على الوضع النفسي للممُتحنين وذويهم ، ثم السكوت بعد ذلك عن إعلان ما وصلت إليه لجنة التحقيق التي كُلفت بالواقعة ، ما قاله السيد وزير التربية بكل تجرُّد يُعبِّر عن واقع التعليم في السودان شئتم أم أبيتم ، غضبتم أم لم تغضبوا ، قدمتم إستقالاتكم أو تراجعتم .. ذلك لن يغيِّر في الواقع شيئاً.