هناك وزير أبحث عنه بشدة .. صدقاً لا أعرف حتى اسمه، وأنا على قناعة أن كثيرين منكم ( إإن لم نقل كلكم) مثلي لا تعرفون حتى اسمه .
لم نسمع له نشاطاً، ولا تصريحاً. لم نسمع أنه أقال مسؤولاً من وزارته، أو أنه كون لجنة، أو قام بزيارة مشروع ما.. صامت.. بدون اي حركة تستدل بها أنه موجود.
عن وزير الزراعة أتحدث .. هذه الوزارة التي أراها أنا شخصيا ًاخطر وأهم وزارة في السودان .. أكثر من نصف الشعب السوداني يعملون في الزراعة بطريقة مباشرة أم غير مباشرة..
وباعتراف العالم كله، لا مخرج للسودان من كبوته الاقتصادية إلا بالزراعة.. لن ينفعنا الذهب.. كما لم ينفعنا البترول من قبل، ولن ينفعنا في المستقبل، وليس لدينا سياحة تدر دخلاً ، ولا نملك موردا لخزينة الدولة الخاوية الآن، إلا عبر هذا الطريق: الزراعة والثروة الحيوانية .. كل الاقتصاديين يؤكدون أن أي تفكير خارج صندوق الزراعة، ومعها الثروة الحيوانية لرفع اقتصاد الوطن هو حرث في البحر ليس إلا.
والوضع كذلك، من حقنا أن نسأل: أين هو وزير الزراعة في الحكومة الانتقالية؟ بل من هو؟ وما اسمه؟ نحن مواجهون الآن بأهم المواسم الزراعية، وهو الموسم الشتوي .. الموسم الذي يزرع فيه الغذاء الرئيس لمعظم أهل السودان: القمح وهو ذهب السودان الحقيقي، وأيضاً الفول المصري ملك طعام اهل السودان …. الخ المحاصيل الشتوية.
لم أسمع أن وزير الزراعة قاد عمليات الزراعة للموسم الشتوي في الجزيرة أو الشمالية. هناك مشكلات وتعقيدات لا حصر لها تواجه هذا الموسم من نقص الوقود ونقص الليات الزراعية والأسمدة والتقاوي.. وبصراحة و(من الآخر كدة) هذا الموسم مهدد بالفشل قبل أن يبدأ. واإا فشل الموسم لن تنفعنا هبات دول الخليج، ولا قروض البنك الدولي، ولا اجتماعات الاتحاد الأوربي، ولا زيارة حمدوك لروكسل .
رسالتي إلى رئيس الوزراء: الوضع الزراعي مأزوم جدا. وزيرك الذي اخترته للزراعة لم نسمع له نشاطاً يذكر .. تحرك أنت يا سيادة رئيس الوزراء . وصدقني أنك ستجد في أرض السودان أكثر مما ستجده من دعم دول الخليج ودول الاتحاد الأوربي، وأن فشل الزراعة هو فشل كامل لحكومتك . كون غرفة طوارىء للزراعة اليوم قبل الغد لإنجاح هذا الموسم . وأي تهاون بمشكلات الزراعة سيجوع شعبك، وعندما يجوع الشعب ستندلع ثورة الجياع التي لا تبقى ولا تذر
اللهم بلغت … اللهم فاشهد.