سعدت ايما سعادة ، بتلكم الاحتفالية التي أقيمت علي شرف قراءات لسفر الحبيب الأديب والصديق د.محمد المصطفي موسي( اوراق ومنضدة ) .. ولعل مبلغ سعادتي لا لكون د.محمد يحمل نفس هم جيلي .. بأنه ان الاوان ان نضع بصمتنا علي ساحة الأدب السودانية .. وان يقراؤنا الجميع . بل إن الاحتفالية اقيمت في دار أبناء امدرمان .. وما أدراك ما امدرمان وناسها .. ( طريت أم در طريت ناسها ) .. فهم ( ذويقة ) للجمال والحب والخير .. لا يجاملون ولا ينزلون من عليائهم ليلتقطوا رميم الثمر .. بل اذا ما ارادوا الثريا لنالوها.. اذن هي تجربة قاسية ومفيدة ان تجبر هؤلاء ليسمعوك.
ومن جانب آخر .. تراني اكثر ميلا لئن تدار امور السياسة بعقلية المثقف .. الذي يوازن بين الامور. اكثر من السياسي المتهور المندفع كالثور في مستودع الخزف.. فيفسد دنياه ودنيا غيره ..كما ثيران (القحاته) في زمان الانتقال .
كذلك فإن تجربة د. المصطفي أعدها ثرة لربطها ثلاث دنيوات.. دنيا الطب والأدب والسياسة . فإذا ما استحالت عليه احداهما لاستلف لسان الحمداني( خذوا دنياكم هذي فدنياواتنا كثر ) .. فمرحي بهم فيه .. ومرحي لهم به .
ولعلني سأكون من اول الداعين في اجتماع المهجريين المضروب في يناير في مقبل عامنا .. ان تنشئ دائرة للثقافة والنشر والبحوث .. فهذا العالم يكتب وتلك بت المدني يخط مدادها خيوط من ذهب وغيرهم .. يستطيعون أن يرفدوا ساحة الابداع بالمثير الفريد الخطر .
بزنا كثير من أصحاب متاحف الفكر التاريخي وعبدة الكهنوت دينيا أو دنيويا بالنشر .. وتركنا لهم الساحة باعتباط .
احلم ان اري دورية ادبيه .. تستطيع ان تؤكد في نفوس السوادنة بان اهل المهاجر ليسوا عبدة وجامعي مال .. بل اهل ابداع ودراية.
عود علي بدء اتمني ان يرفدنا صديقي د.محمد بمزيد من الابداع .. علنا نقول (لوطن النجوم انا هاهنا ).
تأسفت ان الظروف لم تسعفني بان اكون شاهدا لهذا العرس .
القاهرة.