كنت أتابع كتابات الأستاذ ضياء الدين بلال قبل أن نلتقي في رحاب ” السوداني”، وظللت أتابع كتاباته من على البعد في هذه القارة الرحيبة، وأحرص على قراءة عموده الصحافي “العين الثالتة”، اتفق معه أ وأختلف لكن يظل الاحترام قائماً بيننا.
قرأت ما كتبه في أخيرة بالسوداني تحت عنوان “90% حول تصريحات وزير الثقافة والإعلام” الأستاذ فيصل محمد صالح الذي أقدر الظروف الصعبة التي يعمل فيها، والمسؤولية الأكبر التي تواجهه لأداء مهمته خاصة في مجالات الصحافة والإعلام.
يعلم الأستاذ ضياء الدين الفارق البين بين وضع رئيس الجمهورية السابق الذي كان نظامه السياسي وجهازه الأمني يسيطران على غالب الصحف وكل أجهزة الإعلام، وتصريحاته التي أوردها كانت من باب الاستهجان خاصة من “ناسه الذين أصبحوا يكتبوا ضده”، وبين وزير الثقافة و الإعلام الذي يواجه وضعاً موروثاً”بضبانته”، ويجتهد في إدارته بروح ديمقراطية لا مجال فيها للكيد ولا الأذى.
أتفق مع الأستاذ ضياء الدين في أن الصحافة في عهد الإنقاذ لم تقصر في أداء رساتها المهنية والأخلاقية رغم القيود والإجراءات الإستثنائية التي كانت تقيدها وتحد من حريتها وحرية التعبير والنشر، وأن نظام الرقابة القبلية صناعة إنقاذية ليس هناك من يريد عودتها، وليس هناك من يروج لذبح الصحف.
أحسن الأستاذ ضياء الدين وهو يؤكد أن كتابته ليست ليست تبرئة أخلاقية مطلقة، ولا شهادة صحية لصحف الخرطوم، وهو يعلم حجم الهجوم الجائر على رموز الثورة وأهدافها .
وللأسف هناك من يشارك في هذا الهجوم من بعض الذين يحسبون أنهم أحرص على الثورة وأهدافها. صحيح الأزمة بين الصحافة والسلطة أزمة قديمة متجددة، ولا نريد لها أن تستمر بذات النهج القديم القائم على التعتيم والحظر ومصادرة الصحف بعد الطبع وملاحقة الصحافيين، واعتقالهم وتغريمهم في قضايا نشر.
كل المطلوب تنقية الأجواء الإعلامية والصحافية لتعزيز مبادئ الديقراطية، ودفع مساعي السلام، والمساعدة في كشف أركان الفساد وبسط العدالة وسيادة حكم القانون بدلاً من تأجيج الأزمات والخلافات التي لا تخدم لأي طرف قضية ولن تعيد عجلة التأريخ للوراء.