إبراهيم السنوسي أحد دهاقنة الإسلامويين و(أميَّزهم) في تحيُّن الفرص السانحة لبسط حالة (الإحباط) الشعبي تجاه هذا المخاض المبارك لولادة وطن جديد ، يقول غير آبهٍ بآمال البسطاء وآمالهم في الولوج إلى عالم الإكتفاء والكرامة والحرية (أنه جاهز للإعتقال وجماعتهم لن تسمح بأن تستمر الحكومة الإنتقالية لثلاثة أعوام ) ، أما غندور (حاضر البكاء) إذا جاء وقت إستجداء أهل السلطان والإستبداد ولفت أنظارهم إلى ولائه اللامشروط ، يعود ليمارس (بكائياته) مرةً أخرى ولكن في قالبٍ آخرعنوانه (الحسرة على ما فات) في محاولاتٍ يائسة لإيقاف مسيرة البلاد نحو العافية ،
يقول أيضاً في تصريحٍ جديد (أن الحكومة الإنتقالية ولو توفَّرت لها أموال قارون لن تنجح في تجاوز تحديات المرحلة) ، وبيَّن أسباباً عدَّدها في الإقصاء السياسي والتمكين لرجالات العهد الحالي ، أنظروا بالله إلى البراءة المزعومة للرجل حين يعتقد أن (تمكين) ما بعد الثورة ومن باب العدالة كان يجب أن يستوعبهم مع أرباب الثورة بما في ذلك تلك الأرواح الطاهرة التي سبقت إلى الفردوس الأعلى بنيراهم الحيَّه والجرحى والمُغتَصَبين والمُغتصَبات والملايين من أبناء وبنات هذا الشعب المكافح الذي عانى الفقر والإذلال والمرض والتجهيل المُمنهج والتشرُّد في بقاع الأرض ، أليس في بكائية غندور الأخيرة سادتي ما يُستشف فيه عودة نهج (اللعب على الذقون).
ونقول بإسم القابضين على جمر القضية من
شرفاء هذا الوطن ، الذين ما زالوا يؤمنون بأن هذا الأمر ماضٍ ولو كره الخاسرون ،
أن إبراهيم السنوسي حين يُهدِّد حكومة الفترة الإنتقالية بوأد برنامجها وإسقاطها
قبل الثلاثة أعوام التي أقرتها الوثيقة الدستورية ، إنما يُهدِّد الأمة السودانية
و(يستهتر) بإرادة الشعب السوداني و(يمرِّغ) كرامة الوطن وشهدائه وسدنتهُ الذين
نافحوا عن حريته وكرامته ومقَّدراته بكلِ غالٍ ورخيص ، وهو حين يفعل ذلك يؤكِّد
بما لا يدع مجالاً للشك أن سدنة الإنقاذ البائدة ما زالوا يلبسون ثوب (التعالي)
على هذا الشعب ، وما زالو خائضين في مستنقع (تبخيس) تطلعاته وطموحاته في الحصول
على الحرية والعدالة والسلام والتنمية المستدامة ، وهل من قولٍ يُصدِرهُ عدوٌ
للشعب والأمة والوطن يُمكن أن يحتوي على أكثر من ما قالوا بذاءةً ونشازاً وجُحوداً
؟.
آن أوان مُحاسبة ومساءلة ومحاكمة من يُسيئون
إلى هذا الشعب المُعلم ، ويقفون ضد إرادته ومنهجهُ الذي إختار ليحيا في وطنٍ
تسودهُ قيَّم العدل والمساواة والنزاهة المُطلقة ، فليس من بعد الله أقدس من الشعب
والوطن ، فإن رضينا فيهما ما لا نرضى في أنفسنا كنا والله من العاقين ، فلا المنهج
الديموقراطي الذي ساد ولا حرية التعبير التي فُتحت أبوابها ، ولا أعراف السودانيين
السمحة التي تزينَّت قائمتها بفضيلة التسامح و كظم الغيظ عند الإساءة تصلُح أن
تكون (مُبرِّراً) يقودنا إلى الصمت و(التغاضي) عن ما يقول هؤلاء ، خصوصاً إذا
أعملنا التفكير العميق فيما يقولون ويفعلون لندلُف بعده إلى الحقيقةِ المُجرَّدة
التي تفيدُ أن كل تلك الإرهاصات هي (مخاطر) حقيقية ومآزق قابلة للإستقواء ستعمل
بشراسة على وأد الثورة والإنتقام من الذين أشعلوها ثم المزيد من الهدم في هذا الوطن الجريح ، لا
تطلقوا لهم الحبل على القارب وسائلوهم عما يقولون ليس في ذلك بإسم الحرية من حرج فلكلُ
(مُباحٍ) خطوط حمراء وإستثناءات ، وأعلموا أن الوطن وإرادة الجماهير ستظل على
الدوام (خطنا الأحمر).