رحم الله الراحل مصطفى سيد احمد عندما غنى من كلمات محمد القدال :
طريتك وانا الكنت قايل
خيالك معشعش جواي
سكنتك وما لاقي فجة
اخيرلك اقول البحرق حشاي
اخيرلك افضفض جراب الخبايا
اقول الكلام البفكفك سوارك
يوقف جدارك ويرفع عضايا
تضيع الرموز التغطي الكلام
___________
فليغضب مني من يغضب، وليعلن الحرب على ما اكتب من يعلن .. سأقول ما أشعر بأنه الصحيح .. كنت كغيري أرى أن محاكمة منفذي انقلاب ٨٩ سيضع الثورة في المسار الصحيح .. ولكن بقليل من التروي هداني تفكيري إلى أن هذه المحاكمة هي نوع من أنواع الترف السياسي لا أكثر ولا أقل .
نعم.. قام الكيزان بالتخطيط والتدبير والترصد وتنفيذ الانقلاب الدموي، وعاثوا في الارض فساداً.. نعانى وسنعاني منه لسنوات طويلة قادمة ..هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان .
ولكن هناك حقيقة أخرى يجب الوقوف عندها طويلاً .. عند توقيع اتفاقية نيفاشا وتكوين حكومة ما بعد الاتفاقية، وتكوين المجلس التشريعي .. هنا اختلفت الموازين كلها .. كل الأحزاب من لدن الحزب الشيوعي مروراً بالناصريين والبعثيين، وبمعنى اشمل كل قبيلة اليسار وايضا أحزاب الوسط واليمين من الاتحاديين والمؤتمرجية والاحزاب الاسلامية (كلن … كلن … كما يهتف اللبنانيون الان في مظاهراتهم) دخلوا تحت قبة المجلس التشريعي نواباً .. عدا حزب الأمة، وهذا للتاريخ، وأصبح هو الحزب الوحيد الذي لم يشارك الإنقاذ في السلطة في أي مرحلة من المراحل.
الأحزاب التي شاركت وقبلت الدخول في البرلمان أو الجلوس في كراسي الوزارة بالضرورة قد وقعت ميثاق الاعتراف بالإنقاذ وبانقلاب الإنقاذ ..ولا جدال في ذلك .. طالما أنا شاركت معك فهذا يعني أنا معترف بوجودك (بدون اي فلسفة وكلام إنشائي كتير).
إذا شاركت معك، وفي أي مرحلة من المراحل .. إذن لماذا أحاكمك اليوم؟ .. اذن هي محاكمة سياسية، و فيها كثير جداً من الكيد السياسي، وعلي الحاج سواء اختلفنا معه او اتفقنا صادق جداً عندما قال: إنها محاكمة سياسية.
أنا اتفق على أن تتم محاكمة الإنقاذ في جرائمها التي ارتكبتها، ولكن لا أتفق اطلاقاً في المحاكمة في شأن قيام الانقلاب نفسه .. ثم هناك سؤال ملح: اذا كنتم مصرين على محاكمة مدبري الانقلاب، لماذا لم يتم اعتقال العسكريين الذين نفذوا الانقلاب، وهناك عدد مقدر منهم أحياء عند ربهم يرزقون؟ اين بكري حسن صالح؟ اين ابراهيم نايل؟ أين سليمان محمد سليمان؟ وأين؟ واين؟
ستشغلون المحاكم والقضاة بهذه المحاكمات التي لا طائل من ورائها ..ركزوا في محاكمة منفذي مذبحة رمضان ١٩٩٠م.. في مذبحة القيادة.. في قضايا الفساد والافساد .. هذه هي القضايا الملحة التي تحتاج إلى حسم.
أما إذا كنتم مصرين على محاكمة مدبري انقلاب 1989م من الكيزان .. عليكم أيضاً محاكمة الحزب الشيوعي على انقلاب 1969م، ومحاكمة حزب الامة على انقلاب 1957م.
هذا هو العدل …
عشان كدة في بداية كلامي، قلت: أبيت الكلام المغتغت الفاضي وخمج.