أصدرت حركة تحرير كوش السودانية بياناً جماهيرياً حول “تصريح وزير الري ياسر عباس، عقب اجتماعه بوفد رفيع المستوى من دولة الامارات، بمضيهم قدما في إنشاء السدود”، إذ أشار إلى (وجود دراسات مكتملة وغير مكتملة) لإنشاء السدود.
وطالبت الحركة “الوزير بتوضيح سبب ذلك التصريح، …وبالاعتذار وتقديم استقالته الفورية لإطلاق مثل هذه التصريحات التي من شأنها خلق الفتنة والبلبلة وعدم الاستقرار في شمالنا الحبيب”.
وقالت الحركة: “نعلم جميعاً أن الدراسات المقصودة في تصريح السيد الوزير، هي الدراسات التي تم إعدادها في عهد النظام البائد، ولا يستقيم منطقاً أن تكون حكومة السيد الوزير قد قامت بإعداد دراسات جديدة، فهو في تصريحه يؤكد قيام سدود دال، كجبار والشريك”.
وأدانت حركة تحرير كوش “بشدة هذه التصريحات غير المسؤولة والصادرة من وزير سيادي تم تعيينه ليحقق تطلعات ثورتنا الظافرة المجيدة، إلا أنه وبتصريحه هذا يؤكد أن حكومة البشير قد سقطت جسدا، وتركت روحها الخبيثة في أضابير بعض من يفترض انهم يمثلون ثورة الشعب”.
وأوضحت الحركة أنها آلت على نفسها “مواجهة المخطط الدهري الساعي إلى محو النوبة والنوبيين من الوجود”، وأضافت “التزاماً بعهدنا، نؤكد للشعب السوداني أن مجرد التفكير في إنشاء هذه السدود يعد جريمة وعودة إلى الوراء”.
وأشارت الحركة إلى “فشل إنشاء هذه السدود وعدم جدواها الاقتصادية، بالاضافة إلى سلبياتها مثل مساهمة السدود المباشرة في إحداث التغيرات المناخية، مما يسبب تلفاً للآثار والمواقع الاثرية، وتغيير نوعية المحاصيل الزراعية في المنطقة”.
ونوهت حركة كوش أن العالم بدأ “في تفكيك السدود المنشأة أصلا كما حدث في أمريكا وفرنسا”، مؤكداً أن تصريح الوزير وتأكيده مضي حكومة قحت في ذات النهج الذي سارت عليه الحكومة البائدة فيه تجاهل لكل الأعراف الإنسانية، ويضرب بإعلان الأمم المتحدة بشأن الحقوق الأصيلة عرض الحائط، مشيراً إلى أن “هذا الإعلان الدولي لا يسمح بإنشاء السدود دون موافقة أهل المنطقة على قيامها”.
وأوضح البيان أنه “لا يخفى على كل صاحب عقل رفض أهل المنطقة من النوبيين في عهد النظام البائد بمسيرات الرفض والوقفات الاحتجاجية التي قابلتها اجهزة النظام بالقتل والبطش والتنكيل”.
وأعلنت حركة تحرير كوش السودانية أنها ستقاوم بكل السبل المتاحة “تشييد سدود الموت على أراضينا ولن نساوم في ذلك ولن نتراجع عن مواقفنا الثابتة قيد أنملة”، وقال: “فكما قدمنا الدماء الغالية في كجبار في العام 2007م، سيتواصل نضالنا حتى صدور قرار واضح بإلغاء إنشاء السدود أو فنائنا دفاعا عن أرضنا النوبية”.
ودعت الحركة “الشعب السوداني بصفة عامة، والشعب النوبي بصفة خاصة، للوقوف بقوة حماية لمنجزات ثورتهم، ورفض إنشاء السدود التي لا زال النوبيون يعانون من ويلات إنشاءها كما حدث عند تشييد السد العالي”.
وطالبت الحركة الحكومة ممثلة في مجلسي السيادة والوزراء “بإيقاف مثل هذه التصرفات السالبة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد خاصةً، .. وباحترام الأعراف والقوانين الدولية وأن تحترم قبلها مواطنيها”.
وناشدت “كوش” جميع النوبيين والناشطين والداعمين لحقوق الإنسان في الوطن وفي جميع انحاء العالم “الوقوف جنباً الى جنب مع حركة كوش السودانية ضد ما يحاك من دسائس ضد اهلنا النوبيين بقصد التشتيت و طمس الحضارة والاستيلاء على الأراضي”، مؤكدة مجدداً رفضها التام لإقامة أية سدود على أراضي الولاية الشمالية.