واحدة من أعقد المشاكل التي خلفتها حكومة الإنقاذ البغيض هي خلقها لدولة كاملة داخل الدولة.. كل وزارة تجد داخلها عدة شركات.. وهذه الشركات في غالب الأحوال نفوذها وسيطرتها أقوى بكثير جداً من الوزارة والوزير المعنى نفسه.. البشير يعين وزير للوزارة الفلانية، ثم يقوم إانشاء شركات داخل نفس الوزارة حتى يصبح الوزير مجرد (همبول) لاحوله ولا قوة له، ولكنه في نفس الوقت يتحمل كل أوزار الإخفاقات التي تحدث في وزارته.. وهذا تفكير شيطاني وخبيث .
والسؤال: هل هذا الشركات مازالت قائمة؟ وتقوم بنفس الدور مع وزراء الحكومة الانتقالية ؟
الصورة أدناه تعطيك الاجابة… وجدت هذه العربة الفارهة تقف بجوار إحدى عمارات الشقق المفروشة بعاصمة الولاية الشمالية دنقلا صباح امس الاثنين ..العربة تحمل لوحات حكومية صفراء.. وهناك شعار مكتوب على جانب العربة باسم( شبكة الأمان الاجتماعي).. وبالسؤال علمت أن هناك عدداً من موظفي هذه الشبكة الاجتماعية موجودون في دنقلا لإقامة دورة تدريبية، ويسكنون في شقة مفروشة إيجارها اليومي ٨٥٠ جنيهاً! أكرر ايجارها اليومي ٨٥٠ جنيهاً.
شخصياً لا أستطيع تأكيد ماذا تعني الشبكة الاجتماعية.. هل هي شركة أم منظمة؟ وهل هي تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية أم شبكة قائمة بذاتها ولها كينونة خاصة خارج سيطرة الوزارة؟ وهل هي مازالت موجودة وتمارس نشاطها؟ ولكن طالما ان اللوحة مكتوبة بوضوح في العربة إذن هي موجودة .
بحثت واستعنت حتى بعمنا ( قوقل) لأجد ولو معلومة عن هذه الشبكة ولكني لم أوفق.
ولكن أعتقد ان اسم الشبكة يوحي انها من المفترض أن تكون إحدى الوحدات المفترض أن تكون تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية ..( ارجو من له خلفية عنها ألا يبخل علينا بها).
وبافتراض أنها كذلك.. لماذا يتم تأجير شقة مفروشة لهؤلاء المدربين وبمبلغ ٨٥٠ جنيها في اليوم ؟ .. ولماذا لم تتم استضافتهم في الاستراحات الحكومية؟ وماهي الفائدة التي تجنيها الوزارة ومن خلفهم المواطن من هذا الصرف البذخي؟ عشرات الأسئلة من ذات الشاكلة ستؤكد لنا أن الدولة الموازية مازالت تفرض سيطرتها، وفي اغلب الأحيان تفرض عضلاتها على أي تغيير ينشده الشعب من حكومتنا الانتقالية .
مناشدة لوزيرة الشؤون الاجتماعية… تم اختيارك من وسط ثوار القيادة وأنتِ اهل لهذا الاختيار لا شك في ذلك … أفيدينا : أما كان الأجدى لك وللثورة ان يتم صرف إيجار الشقة المفروشة في إطعام فم جائع لبائس يقتات من براميل النفايات؟ أما كان الأجدى شراء دوية ملاريا للمرضي الذين لا يملكون ثمن شراء حبة اسبيرين؟!
لكم الله يا فقراء بلادي.