Mohammedabdellah931@gmail.com
بعد أن إنتصرت إرادة الشعب السودانى وسقط نظام المؤتمر الوطنى وتوابعه ، ومن بعده المجلس العسكرى بقيادة عوض بن عوف وحل مجلس برهان بعد الإتفاقية التى وقعت بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير التى أسفرت عنها مكونات الفترة الإنتقالية الحالية ، التى ينبغى أن تنفذ مهام محددة وفقا لوثيقة الإعلان الدستورى تؤدى في نهاية المطاف الى تحول ديمقراطى حقيقى ينقل البلد الى خانة المستقبل وطى صفحة الماضى البائس .
عمليا إنتقل الشعب السودانى الى مرحلة جديدة تستوجب على الجميع التعامل معها بدلا عن الوقوف في خانة واحدة دون تطور ، ولكن يبدو أن البعض أصيب بهوس المظاهرات وصدمة الإنفلات في الحريات التى غابت عن الشعب السودانى كثيرا لم يتنفسها الا في فترات متقطعة في العهود الديمقراطية التى لم تستمر طويلا حيث ظل البعض بوعى أو بدون وعى حبيس لخانة المظاهرات التى تحولت الى حركة لم تتوقف دون أن يحسب البعض حساباتها ويجاوب على : ماذا يستفيد الشعب السودانى والبلاد من تلك التظاهرات في هذا التوقيت طالما أن الثوار قد إختاروا حكومة الفترة الإنتقالية التى ينبغى أن تنفذ مطالب الثورة ؟؟ وماذا يعنى أن تخرج للشارع بإستمرار وترفع نفس المطالب التى لم يرفضها أحد بل إلتزم بها الجميع والكل يعلم أن الوضع قابل للإنفجار وأن هناك من يريد اغتنام ذلك الحراك وتحويلة الى فوضى لأن ترتيب معادلة المستقبل ليس في مصلحتهم ولايرغبون في التحول الديمقراطى والجميع يعرف خطوات الثورة المضادة التى ينبغى أن تكون بمثابة الإمتحان المكشوف ، التى أبرز ملامح خطواتها أن يتوقَّف قادة النظام السابق عن انتقاد الثورة ومحاولة إحتضانها ‘ أن تعطي السلطة لأحد قطاعات الثورة ثُمّ تُفشله بطريقتك الخاصة ، ووأن يتحدَّث قادة النظام السابق عن الحريَّة ويدعُوا لها ثُمَّ ينقلبون عليها ، السيطرة على الإعلام إضافة الى محاولتهم المستمرة في إبراز قائد مُلهم ,وأخيرا أجعل الفوضى!؛ سلاحك الذي لن ينتهي.
طالما أن الشعب السودانى خرج للشارع من أجل تغيير سياسات الكيزان فعليه أن لايقدم لهم فرص العودة للمشهد السياسى مرة أخرى من خلال المظاهرات الغير مرشدة التى يسعى الإسلاميين لإستغلالها حتى تكون الفوضى سلاحهم الذى لا ينتهى .
علينا نجتهد في تجاوز تلك الخانة والإنتقال الى مرحلة البناء وتفكيك دولة الكيزان التى تفكك بالعمل وليس بالهتافات الدائمة لأن بناء الدولة يختلف عن مرحلة الثورات مما يستوجب على الجميع إيقاف تلك التظاهرات ومنح الحكومة الحالية فرصة وأن ندعمها بالبرامج والأفكار لابالتظاهرات والضغط عليها .