فى إطار مناشطه الثقافية والفكرية الرامية إلى توعية المجتمعات سلط مركز راشد دياب للفنون بالتعاون مع اتحادات الأشخاص ذوى الإعاقة ومنظمة تنمية المعاقين (ADD) وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة، الضوء على المشاكل والعوقات التي تواجه المعاقين وذلك ضمن الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوى الإعاقة ، والذى جاء هذا العام تحت شعار ( المستقبل يمكن الوصول اليه )، وتحدث في الإحتفال مجموعة من الخبراء والمهتمين بهذا الشان ، حيث صاحب ذلك ترجمة بالإشارات بواسطة الخبيرة في علم الإشارة عفاف سرو ، فيما أدارة الأمسية الإعلامية إسراء بابكر .
تحدث في بداية الإحتفال الأمين العام للمجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة الدكتور راشد التجاني الذي استعرض السياسات والإستراتيجيات التي جاءت في الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأشخاص ذوى الإعاقة ، وقال مثل هذه المبادرات تُحمل المجتمع مسؤولية كل المشاكل التي تواجه شريحة المعاقين التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية ، وطالب بتغيير المفاهيم المجتمعية تجاه الإنسان المعاق وضرورة دمج المعاقين فى المجتمع من خلال المساواة في الدمج بالمؤسسات التعليمية، وأشار إلى إن استمارة الإحصاء السكاني غير مضمنة الأشخاص ذوي الاعاقات ، وقال إنها من العيوب الكبيرة التي من شأنها أن تقلل من حق الإنسان المعاق .
ومن جهته حدد رئيس الاتحاد القومي للإعاقات الفكرية الدكتور ياسر موسى نوع الإعاقات الفكرية، وأشار إلى أنه مصطلح المقصود به الإعاقة المتصلة بالذكاء، وقال إن هذه الإعاقة لها أسماء مثيرة مثل إعاقة (متلازمة داون) أو اعاقة (التوحد)، وأوضح أن هذه الإعاقات مرتبطة بصورة أساسية بوعي الأسرة أولاً ومن ثم المجتمع بمعنى أن الرفض والانكار وعدم القبول من قبل الوالدين ينعكس سلباً على نفسيات الشخص المعاق ، وذكر بأنهم في الاتحاد ساعون في إحداث حراك ووعي كبير داخل الأوساط المجتمعية ، وأعترف الدكتور ياسر موسى بعدم وجود إستراتيجية واضحة تجاه المعاقين، وطالب بتسكين كل قضية في مكانها الصحيح وذلك بدعوة الأسر في المشاركة والتخطيط في رسم السياسات المستقبلية للأشخاص المعاقين، وقال إن هذه المسألة لا تتم إلا بالوحدة وتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية وذلك بغرض رفع مستوى الطموحات والمهارات.
.
من جانبه طالب رئيس إتحاد المكفوفين القومي أحمد إسماعيل ساكن برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وقال إن إشاعة السلام تحد من زيادة عدد المعاقين، وطالب أن تلعب الحكومة وكل منظمات المجتمع المدني وجميع إتحادات المعاقين دوراً اكبر في الدعم ورفع نسبة الوعي الاجتماعي ومحاولة خرق المجتمعات وإتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الإعاقة وقبولهم في المدارس والجامعات السودانية ، كما طالب المجتمع الدولي بزيادة وتكثيف الدعم للأشخاص المعاقين، ووجه مجموعة من الرسائل للجهات الرسمية والمجتمعية بضرورة إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في تخطيط وتنفيذ المشروعات التي تخصهم ، وأشار إلى أن قضية التعليم تعد من أكبر المشاكل التي تواجه المعاقين خاصة الأشخاص المكفوفين، وكشف أن هنالك( 11 ) مركز فقط تعمل في مجال التعليم وطالب الحكومة بالمصادقة على إتفاقية مراكش والاستفادة من بنودها التي تخدم هذه الشريحة.
واستعرض رئيس إتحاد الصم القومي محمد جيب الله المشاكل التي تواجه شريحة الصم وأهمها تعليم الصم ، وقال إن هذه المشكلة يمكن أن تحل بدمج لغة الإشارة في المؤسسات التعليمية، وطالب بضرورة نشرها في ولايات السودان المختلفة، وكشف بأنها موجودة فقط في ولاية الخرطوم ، وقلل محمد جيب من دور المنظمات الطوعية العاملة في مجال الإعاقة والتي تصل أكثر من ( 30 ) منظمة وناشدها بأهمية زيادة نسبة الدعم.
أكد رئيس الاتحاد السوداني القومي للمعاقين حركياً الفاتح دوكةأن قضية الإعاقة هي قضية مجتمع وأن حل جميع مشاكل المعاقين تكون بتوحيد الجهود بالتعاون مع الاتحادات الشبيهة والجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني ، وأشار إلى أن الحروب خلفت العديد من المشاكل والاعاقات الحركية.