زكريا حامد وعدتنى انك لن تترك المحراب تحت اى ظرف و أخلفت !!!
عندما خلق الله المرح Fun أنبته نباتا حسنا وكفله زكريا ،كلما دخل عليه زكريا المحراب وجد عنده
نوافير فرح ومرح تتحدى الحر والسموم.. كل ما فعله زكريا انه بكرمه وأريحيته كان يغرف من هذا الينبوع ويوزعه بالقسطاس على الناس اجمعين . تامل ابو الزيك مبكرا فى أفق الحياة وادرك ان السعادة هى هدف البشرية الحقيقى فاطلق نحوها عصافير الجمال.
اليوم توقف هذا الامداد، ورحل رئيس اركان المرح ..غيب الموت صديق العمر و رفيق المشاوير الصحفى الساخر زكريا حامد حسنين.. وَيَا موت ارحنى فقد أفنيت كل خليل ..اراك بصيرا بالذين احبهم كانك تنحو نحوهم بدليل!!
لم يتبق احد لكى نتقاسم معه شظايا الماضى.
اللعنة على من شردونا وشتتوا شملنا .. الموت لمن وضعوا بين الأحباب سدودا وبحارا و محيطات
.. عبد الله الشيخ فى ناحية وعثمان كباشى فى ناحية و مريم محمد عثمان فى ناحية و ياسر عبد الفتاح فى ناحية، وها نحن يا ابو الزيك امام صيوان عزاء اسفيري نصبناه اليوم لكى نزرف الدموع حزنا على رحيلك !!
كيف تفارق الضفة والنيل هان عليك يا ابو الزيك .. ماشى وين ولسة الناس تشتاق لأمسياتك وتحلم باسترداد مفاتيحها ومفاتيح البلد ذاتها ؟
اقتفيت اثر الساخر احمد رجب وتفوقت عليه ، وما جاء تفوقك الا بسبب اقترابك من غمار الناس ،عندما رافقتك الى حلفا الجديدة فى زواجك عرفت سر الحب المتبادل بينك وبين الجمهور العريض وادركت ان ما تقدمه لهم اكبر من التسرية والتسلية . شى ما لونه بمبى و يبقى فى الوجدان ..شى ما كالعلاج يبرى حالتهم النفسية. مجرد ظهورك أمامهم كان يعنى دخول الربيع وقفل كل المواضيع !!
لقد كنت بارعا وماهراً وانت تلتقط الأحداث والأقوال الصغيرة التى لا يعبا بها الناس وتحتفظ بها ريثما تستخدمها صاروخا وراء صاروخ لردم البؤر التى تخيم عليها الكآبة ، فكيف فات علي قرون استشعارك اكتشاف مقدمات المرض اللعين؟!
حقا إن الذي ينسى نفسه في معاونة غيره من التعساء ، يصيب متعة العيش .. و استمتعت انت بحلاوة العيش مع البسطاء والتقرب اليهم . وكم وكم داهمتك طلباتنا للخروج من العزلة بالاغتراب لكنك اثرت الرد علينا بعبارة ان لديك ( النية و غسل الوجه ) تهربا !!
يا زكريا اسف لا قدرة لى لكى اقول لك وداعا.. !!