في لحظة نشوة كاذبة لأنه وصل إلى مكانة لا يستحقها نفش عمر القراي ريشه، ونفخ جضومه، وتمطي وارغي وازبد، ثم انفجر قائلاً: (إنني أكفأ من يوكل إليه أمر وضع المناهج).
وهو في هذا التصريح يضع نفسه في دائرة المكذبين، وهي صفة تمتع بها الكيزان دون غيرهم من الناس، ولما كان الجمهوريون والاخوان المسلمين وجهان لعملة واحدة، حيث أنهما كيزان يتاجرون بالدين فلا عجب من الكذب، والا فما الذي يدعو الرجل لهذا الادعاء وهو الذي لم يمارس التدريس في مراحل حياته المختلفة.
ومما يدل علي جهل الرجل بالمناهج اعتقاده بأن المناهج مثل الرياضيات والعلوم التطبيقية التي تخضع لنظريات محددة، وهنا يكمن فهمه القاصر.. ولمصلحته ومصلحة من خدعتهم أفكاره نقول: ان المناهج تحتاج إلى خبرة عملية لمراحل التدريس المختلفة، وفهم للبيئة والجغرافيا والتاريخ.
والرجل فهمه لتاريخ السودان أضعف من فهمي للغة اليابانية. وهو يكره أعظم ثورة في تاريخ السودان؛ ألا وهي الثورة المهدية. وبسذاجة يقول أنها كتلت ناس كتار والظاهر أن جده ايام تلك الثورة كان كاااااااك.
ماعلينا.. نعود للموضوع، ولمصلحة الرجل ومن شايعه نقول له: إن المناهج الي جانب ما ذكرنا تحتاج إلى موهبة.. موهبة إبداعية.
كل الذين أسسوا بخت الرضا ووضعوا تلك المناهج العظيمة كانوا مبدعين بدءاً من الأستاذ عبدالرحمن علي طه مؤسس مسرح الخريجين وعوض ساتي والدكتور أحمد الطيب اول حامل للدكتوراه في المسرح في الوطن العربي، وعبداللطيف عبدالرحمن القاص والشاعر والمسرح الطاهر شبيكة والفكي عبدالرحمن والموسيقار الماحي إسماعيل ولفيف من الفنانين التشكيليين. كل هؤلاء جاءوا وهدفهم السودان. ولا أحد فيهم يحمل أي فكر مخالف لأفكار عموم أهل السودان..
عموماً، سنراقب ما ينتج من مناهج وكلنا ثقة في المعلمين الذين سيعملون معك، فإن أصبت شجعناكم وان أوقعت الآخرين والمناهج في معتقداتك أوقفناك وأعدنا المناهج سيرتها الأولى، اي ما قبل الكيزان ومحيي الدين صابر..