عشرات المقالات والادانات والتجريم والتخوين والتشويش و( الولوله) والسب واللعن وقفت في طريق حمدوك عندما اعلن ان البند الوحيد المتبقي لرفع اسم السودان من لائحة امريكا للدول الراعية للارهاب هو البند المتعلق بتعويضات اسر ضحايا المدمرة كول وتفجيرات دار السلام ..وان المفاوضات بين الطرفين قطعا شوطا مقدرا وتم تخفيض التعويضات من خانة المليارات لخانة الملايين .
وطفق صحفيو الانقاذ ومواقعهم الاليكترونية و( يتبعهم الغاوون) يكيلون السباب لحمدوك ويصفونه بالمنبطح امام سيدة العالم ويستعجبون ويستنكرون … لماذا يدفع الشعب السوداني من حر ماله لذنب هو بريء منه …ونتفق معهم في هذه الجزئية … ولكنها دعوة حق اريد بها باطل .
كنت اتمنى من الذين ملأوا الدنيا صجيجا لو ان احدهم قدم حلا قابلا للتطبيق .. ونفترض ان الدولة السودانية رفضت حتى مبدأ نقاش هذا الموضوع مع الادارة الامريكية .. السؤال المنطقي …. ما هي مآلات هذا الرفض ؟ واذا اصرت امريكا على ابقاء السودان في قائمتها السوداء لحين بت هذه الفضية .. كيف سيكون حال اقتصاد الدولة المنهك ؟ وهل في استطاعة حكومة الثورة اخراج اقتصاد الدولة من هذا النفق المظلم دون رفع اسم السودان من هذه اللائحة الخبيثة ؟
كل هذه الاسئلة نريد اجابتها من الرافضين لخطوة حمدوك والذي اسموها بالانتحارية .
القذافي .. عاند .. واستكبر .. وتجبر .. وبعد عشرات السنين من ( المرمطة) انصاع ودفع تعويضات حادثة لوكربي الشهيرة لكي تعود ليبيا للمجتمع الدولي ..
لا خلاف ان امريكا متجبرة وتتعامل بصلف وعنجهية .. ولكن العيب ليس فيها هي …العيب فيمن اعطوها الفرصة وقاموا بتسليمها القفاز لتضرب السودان في مقتل .
استمعت امس وبتركيز شديد للمحاضرة القيمة لوزير المالية واقتنعت ان الرجل يمتلك رؤية واضحة لانتشال اقتصاد البلد من وهدته واقتنعت اكثر ان رؤيته ايضا ستصطدم باللائحة الامريكية للارهاب !!!
كنت اتمنى من اصحاب الاجندة السوداء وبدلا من كيل السباب لحمدوك ان يطالبوه بكشف من تسببوا في قصة المدمرة كول وتفجيرات دار السلام .
ومن صفحتي المتواضعة اطالب وزير العدل والنائب العام بفتح تحقيق شفاف حول حادثتي المدمرة كول وتفجيرات دار السلام وكشف المتورطين وبأسمائهم حتى يعلم الشعب السوداني من هو المجرم الحقيقي الذي فرض على الشعب دفع كل هذه الملايين .