استضاف مركز راشد دياب للفنون بمقره بضاحية الجريف غرب بالخرطوم الدكتور محمد عبد الله الريح في جلسة مؤانسة وسمها ب (حساس محمد حساس )، وصاحب ذلك معرض للكتاب ضم كل إصدارات الدكتور محمد عبد الله الريح.
واستهل الريح حديثه بضرورة وأهمية البحث عن مفاتيح الشخصية السودانية، وقال: “إن هذه المعرفة يمكن بدورها أن تقود إلى فتح مداخل أخرى حول هذه الشخصية، وبالتالي إيجاد كثير من الحلول التي يعاني منها السودان في جميع أصعدته المختلفة”، وركز بشكل أساسي في مسألة الاستفزاز والخوف، ووصفهما بأنهما أهم مدخلين لمفاتيح الشخصية السودانية يمكن من خلالهما معرفة كثير من الأسرار العميقة والمدسوسة في كنه هذه الشخصية.
وقال: “إن جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان لم تتمكن من معرفة حقيقة الشخصية السودانية وسبر أغوارها، ولم تجتهد في عمل دراسات حول هذه الشخصية، ومن ثم وضع الحلول للمشكلات التي تعاني منها.
وأشار إلى أن هذه الحكومات ومفكريها ركزوا في أشياء شكلية مثل الهوية من نحن ومن نكون، و عدم معرفة الشخصية السودانية جعل هذه الحكومات تتخبط في سياساتها تجاه الإنسان السوداني وما يحتاج إليه من معينات في حياته العامة.
وتحدث الدكتور محمد عبد الله الريح في المؤانسة عن المزاج عند الإنسان السوداني وكيف أن هذا المزاج ينعكس بشكل أو بآخر على حياته العامة، وبالتالي الشعور بالراحة، ولتعضيد ما ذهب إليه في هذا المنحى استشهد بأغنية (لحظك الجراح )، و قال: “إن هذه الأغنية تزخر كلماتها بكمية كبيرة جداً من الشعور بالراحة خاصة في قافيتها (آح)، وقال إن هذه (الآحة) سمة خاصة بالسودانيين فقط، إلى جانب مجموعة من أغنيات الحقيبة واصفاً الشعب السوداني ب ( الشعب العبقري).
أكد الدكتور محمد عبد الله الريح أن جميع مشكلات السودان حلولها موجودة، وذلك من خلال التنقيب في مشروعات التخرج لطلبة الجامعات السودانية، وأشار إلى أن مسجد النيلين الذي يعدّ واحداً من التحف الهندسية صممه أحد طلاب كلية الهندسة بجامعة الخرطوم في مشروع تخرجه، وقال للأسف أن جميع هذه المشروعات تنتهي بانتهاء (مراسم الدفن)، وطالب الجهات ذات الصلة بالاهتمام والتركيز في هذه المشروعات، وقال: “إن فيها الكثير من العلاج للأزمات السودانية”، وأشار إلى أن الشعب السوداني شعب مستهلك أكثر مما هو منتج، ويضيع كثيراً من الوقت أكثر مما يعمل.
وقد أشاد الدكتور راشد دياب بمجهودات وتجارب الدكتور محمد عبد الله الريح، وقال: “إن المجتمع السوداني يعاني من مشكلات كثيرة ومعقدة تحتاج إلى حلول عاجلة، وأشار إلى أنه لم يجد أي تفسير منطقي لوجود أكثر من ( 100) حزب سياسي في السودان ، وأكثر من أربعين حركة مسلحة، وقال: “إن هنالك تعقيداً في تركيبة العقل السودان” ، وأكد أن مشكلات السودان في المرحلة المقبلة تحتاج إلى مجهودات وعمل كبير، وطالب الحكومة بأهمية إدراج العنصر الثقافي في جميع المشروعات.