مع غروب شمس أمس تجاوز الدولار في السوق الموازي بقراءة (٨٥,٥) مقابل الجنيه السوداني، بمعنى ان الدولار تجاوز شارع الاربعين والستين والثمانين ووصل شارع الهواء.
زيادة على الرغم من انها ليست الاعلى على الاطلاق في صراع البقاء بين الجنيه والدولار، حيث يذكر انه وصل في عهد الكيزان الغابر الى (٩٨) بسعر الكاش و (٨٨) بسعر الشيك.
ليس المهم من الذي ارتفع الدولار في عهده اكثر، وليس من حقق الرقم القياسي الاعلى الكيزان ام (قحت)، المشكلة في من الذي رفع سعر الدولار في يوم واحد ثلاثة جنيهات …!!
العارفون ببواطن الامور في السوق الاسود يتحدثون عن شركة دخلت السوق اليومين الماضيين برغبة في شراء خمسة ملايين دولار، واخرى تعمل في مجال الذهب نشرت انها تريد طلبية شراء (٧٠٠) الف دولار، هاتان الشركتان وحسب الأخبار المتداولة هما وراء الارتفاع المفاجئ.
الذين يقفون خلف هاتين الشركتين هم من الأضلع الاساسية التي تعمل على رفع وتيرة الاحتقان الاقتصادي والغبن والضجر في نفوس المواطنين، ليكونوا متوائمين مع موكب الاختشوا ماتوا. ولا اعتقد ان الجهات الامنية يعوزها التأكد من المعلومة ان لم تكن حقاً بطرفها.
ان تجار الدولار في السوق السوداء لا يحتاجون الى افندية وربطات عنق انيقة ولغة مرتبة راقية لمخاطبتهم وعقول تراقب مؤشر الاقتصاد في سوق البورصة، تجار الدولار لا يحتاجون الى هذا بل يحتاجون الى (شفاتة) أولاد سوق يجيدون لغة الشوارع ويدركون خباياها ويعرفون كيف يصلون الى الرأس الكبير.
لماذا لا تسند مهمة البحث والتقصي ومعرفة مخربي الاقتصاد للجان المقاومة عوضاً عن رجال المباحث، فمنذ أن عرفنا بحرب الدولار ونحن نعرف مطاردة رجال المباحث للسريحة ولكن لا شيء على ارض الواقع، نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً.
في كل العالم تعتبر المضاربة بالعملة الوطنية صنواً للعمالة والتخابر مع الاجانب، لماذا لا يسن قانون ويطبق على الرؤوس الكبيرة حتى تكون عظةً وعبرةً لغيرهم.
ثم ماذا تنتظرون ان يحدث لتحاربوا مافيا الدولار مخربي الاقتصاد؟ اعتقلوا فوراً الرؤوس الكبيرة المعروفة وقدموهم لمحاكمات رادعة، والا لا تبكوا على اللبن المسكوب.
خارج السور
ابدأوا بإلقاء القبض على مناديب الشركات التي تشتري الدولار الآن في السوق …؟؟ ابدأوا من هنا