بغض النظر عن الدخول في عدد الذين شاركوا في موكب الحزب المحلول اليوم .. سيقولون لك مليونية وسيقولون انهم اكثر من ذلك … واي كان العدد ( ديل اقل عددا من الذين كانوا يتظاهرون في بري الدرايسة فقط في المظاهرات الليلية ) .
عموما ليست هذه هي القضية … القضية انهم يتظاهرون في قلب الخرطوم وبمكبرات الصوت دون ان تطلق ( بضم التاء ) عليهم علبة بمبان واحدة !! يتظاهرون دون ان تلهب ظهورهم سياط شرطة الشغب والدعم السريع .. يتظاهرون دون ان تسيل من اي منهم نقطة دم واحدة …. دون جرحي ..دون قتلى ..
من الذي منحكم ما انتم تتمتعون به الان ؟؟ هذه الحرية التي تتظاهرون بها الان دفع ثمنها غاليا شباب ثورة ديسمبر الذين دفعوا ارواحهم ثمنا ومهرا … هؤلاء الشباب لم تكونوا انتم جزءا منهم ايام الثورة … بل انتم من كنتم تطلقون الرصاص الحي لاصطيادهم ..
هل فهمتم معنى الحرية الان ؟
هل فهمتم معنى الدولة المدنية الان ؟
كم من قاتل لشباب الثورة يتظاهر معكم الان ..؟.كم من كتائب الظل السفلة يهللون ويكبرون وسطكم الان .
هذه هي قيمة الحرية … هذه هي قيمة الديمقراطية التي كنتم ولثلاثون عاما تقفون ضدها … الان تظلون بظلها وتهتفون بسقوط حمدوك وحكومته !!!
شخصيا اعتبره تمرين للديمقراطية والحرية وليتكم تستطيعون الحفاظ عليها .
وفي نفس وقت تظاهركم يصدر القاضي حكما مخففا جدا ضد البشير بسجنه لمدة سنتين فقط مراعاه لعامل السن رغم ان القانون كان يمنح القاضي ان يحكم عليه بعشرة سنوات … وبذكاء يحسد عليه ألمح القاضي لقضية المغدور مجدي محمد احمد والذي حكم عليه بالاعدام وبموافقة المتهم البشير نفسه وفي قضية نقد اجنبي ايضا !!!!
سبحان مقلب الامور !!!
انظروا الان لقيمة الثورة العظيمة … رئيسكم يحكم عليه حكما مخففا … وتم منحكم الاذن حتى تتظاهروا و تهتفوا ضد حمدوك وحكومته وضد قوى الحرية والتغيير دون ان يمسك سوء دون مطاردة (بالتاتشرات ) وقذف بالمبان والرصاص الحي وسحل وقذف جثثكم في النيل كما فعلتم انتم بابطال وشباب ثورة ديسمبر المجيدة .
هل باستطاعتكم ان تفهموا وتعوا هذه الدروس جيدا ؟؟
والله اشك في ذلك.