المحاكمة والزحف الاخضر مكاسب تنفيذ اهداف الثورة .. درع حمايتها
علي مشارف الاحتفال بالعيد الاول لثورتنا المجيدة ، التي اول مكاسبها اعادة ثقتنا في انفسنا ، نستطيع بناء وطن نعانق فيه احلامنا ، واستطعنا (صيانة الدين )من تدنيس (الاخوان المسلمين ) بعودة قدسيته التي نزعها تجار الدين ، وتجلت اكبر المكاسب في احترام شعوب العالم لنا تلك الكرامة التي تلاشت بفعل النظام المباد . مردود ابتدائي للثورة جيد ، وما زال الطريق طويلًا وشاقًا .
قبل ان نتناول سلسلة مقالات ستكون بعنوان (علي مشارف العام الاول ) نحاول فيها الإسهام علي تقييم خطي الثورة (الاداء، والإخفاقات ،والمطلوبات ) ( من وجهة نظرنا المتواضعة ) الا ان حدثان فرضا علينا التعليق ، حدثا صبيحة (السبت الماضي ) والثوار علي قاب قوسين او ادني لإطفاء الشمعة الاولي من عمر الثورة الظافرة المجيدة ،
الحدثان يحتاجان مزيدا من التشريح علي الهواء الطلق ، وفقا لادبيات الثورة (زمن الغغتة والدسديس فات ) والحدث الاول صدور الحكم الفضائي في قضية المدان عمر البشير والحدث الاخر (تحرك) الثورة المضادة وخروجها فيما أسموه ( الزحف الاخضر )، وكلا الحدثان يصبان في مصلحة الثورة وقواها .
ادان القاضي الجنايات اللص عمر البشير في قضيته الاولي المتهم فيها بحيازة النقد الأجنبي والفساد ، واصدر عليه حكما السجن لمدة عامين يقضيها سجينا في الإصلاحية لتجاوزه سن السبعين (سفه الشيخ لا حلم بعده ) ، هذا السفيه الذي سلطه الله علينا في صباح يوم أغبر انقض علي السلطة وسام الخلق سوء العذاب ، ولَم تزل في انتظاره محاكم واتهامات (لا تحصي ولا تعد) بتهم عقوبتها الإعدام وخارجيا تنتظره محاكم دوليه بحكمها لا يري النور قط ، تنبيء المحاكمة الاولي الكثير المثير للمحاكمات القادمة ، هذا الحكم بالإدانة والعقوبة شفي صدور قوم مظلومين ، والعبرة في هذا الحكم اننا لم نتعامل مع هذا (اللص )باخلاقه وتصحر ضميره ، ومغت الحق في قضاءه ،
وفرنا له معاملة كريمه ومحاكمة عادلة وكل الفرص الإنسانية التي كفلتها القوانين والاعراف والأديان ثم جاءت الإدانة دامغة ( لا يتناطح عليها عنزان ) ، وبان للعالم حسب وقائع المحاكمة (الأسد النتر ) ما هو قط ومجرد لص لا خلق يحكمه ، ولا فضيلة تسنده ، وما يقال سابقا زرًا للرماد لستر انحرافه ، في هذا الصدد وجب علينا ان نشير لتلك( الجلبة) التي افتعلها بعض محامي الدفاع عن اللص المدان عمر البشير حين ذكر القاضي في حيثيات الحكم سابقة الشهيد مجدي الذي وافق هذا اللص علي تنفيذ حكم الإعدام عليه وهو بريء في قضية مشابهة ،
افتعلوا تلك (الجلبة) بعد ان قادهم ظنهم الإثم ان القاضي سيكون بأخلاقهم ويصدر حكما علي حسب هواه ، بعيدا عن القانون للتشفي ، وجاء الرد حاسما وسريعا بالحكم القضائي العادل الذي هزم شرهم وسوء ظنونهم ، مؤكدا حقيقة لا تقبل الجدل سيادة القانون مرتكز السودان القادم.
رغم كنا نمني انفسنا ونطمح ان يحاكم هذا اللص اولا بجريمة القتل والإبادة الجماعية ، الا هذا الحكم ا انتصارا للثورة ، بمدي التزامها بشعار العدالة الذي استشهد في سبيله الشهداء . وأول مطلوباتها توفير المحاكمات العادلة ، ونفاذ العقوبات المنصوص عليها ،
اما المحاكمة في حد. ذاتها فقد هتكت لنا الحجب لكثير من الامور التي تجري في الغرف المغلقة ومعادن الرجال الذين كانوا يتحكمون فينا ، فسقطت أقنعتهم الواحد تلو الاخر (فاسد افريقيا ) لم يكن الا جبان ينكر ما اقترفته يداه يتخلي عن زوجه وبطانته في سبيل نجاته ، بانت حقيقته رجل منزوع الكرامة والحياء منعدم المروءة ويتسول باسم شعبه ويبيع لمن يدفع ثمنًا بخسا ، فاسد ومفسد لبطانته ،ولص محترف وتاجر عملة يخرب في اقتصاد بلده ، لقد حطمت أفادته في المحكمة اَي بناء اخلاقي يقوم عليه نظامه الساقط وحزبه المنحل ، فهل هناك مكسب اكبر من ان ننتصر لقيمنا في العدالة ،ونحطم صنمًا حاولوا يجبرونا نعبده ثلاث عقود ؟؟؟
في الضفة الاخري كان منتفعي حزب اللص المنحل يكابرون ، فبدلًا من شعورهم بالخجل والخزي باعترافات رئيسهم المخزية ( جلودهم تخينة) انهمكوا يعدون ما أسموه ( الزحف الأخضر ) بالطبع لم يكن زحفًا كالذي خبرناه في مواكب الثورة التي عمت القري والحضر (قدر المراقبون عدد المشاركين بين ثلاثة الي خمس الف مشارك )، حشدوا من كافة ارجاء البلاد ، صرفت عليهم اكثر من ثلاثين مليارا من الجنيهات ، حشد الثورة المضادة طبيعي ان يكون بهذا الضعف عددا وفعالية ،
خاصةانهم واجهة لنظام سقط بارادة شعبية عارمة رفضتهم ورفضت ممارساتهم الشائنة ، علاوة مسؤلويتهم مسؤلية مباشرة عن دماء الشهداء وقتل المتظاهرين وتعذيبهم فليسألوا أنفسهم اَي بيت من السودان نجي من شرور قتلهم او اغتصابهم او تعذيبهم .. اَي أسرة في البلاد لم يقتحموا منازلها واهانوا نسائها داخل حجورهن . ا يظنون بجهلهم ان ذاكرة الشعب سمكية ( تملكهم الوهم ) فلن ننس ولن نغفر قتل اولادنا ،وضرب امهاتنا، واغتصاب حرائرنا ،و تعذيب اهلنا ،واقتحام حرمات منازلنا ،وما يدعو للغثيان (المجرمون الذين ارتكبوا هذه الموبقات )يشكلون عماد مكون ما. يسمي (الزحف الاخضر).
اود ان أهمس لبعض الثوار الأنقياء المشفقين الذين ظنوا (عدد المشاركين في الزحف الاخضر كبير )، اذا كان عدد من تم تسريحهم من جهاز الامن العمليات فقط (عدد ١٣ الف جندي امن )ولَم يشارك في المسيرة سوي أربعة الف من كافة اجزاء البلاد فعن اَي عدد نتحدث ، دعوهم لوهم القوة ففي هذا الوهم هلاكهم .
لقد كان احري بالإسلاميين ان أرادوا مستقبلا سياسيا في الفترات القادمة ان يقدموا اعتذارا للشعب السوداني مقرون بنقد ذاتي وإبداء استعداد للمحاسبة والشروع فورا في مرجعات فكرية وسياسية والتبروء من عناصر الاجرام فيهم، لكنهم اثروا السير في نفس الطريق الآثم ، أدمنوا تقديم عروض السيرك والبهلوانية ، يراهنوا علي ( انكار الحقائق وعلي تغبيش الوعي والمكابرة فمن شب علي شي شاب عليه.
كان ما يسمي بالزحف الاخضر ، اخضرا علي ثورتنا فقد استطعنا تاكيد عزلتهم وفقر برنامجهم وإصرارهم علي العزة بالإثم والتمادي في التيه والسباحة عكس امال الشعب ، فاتركوهم ، وحدهم يحكموا علي أنفسهم بالعزلة والفناء من خارطتنا السياسية والفكرية.
اما مكسبنا الأكبر هو رغم جراحنا وغضبنا استطعنا ان نصون شعار حرية التعبير الذي هو بوابة الديمقراطية ، رغم عدم قانونية موكبهم وعدم قانونية حزبهم الان ان حرية التجمع والتعبير مكفولة ومصانة ، والانتصار الأكبر رغم الغبن والدماء الي سآلت منا لإجرامهم لم تسجل الشرطة حسب بيانها محاولة اعتداء واحدة عليهم . وتركوا ليفضحوا أنفسهم.
تبقي العبرة لقوي الثورة وحكومتها ، ان الاسراع والحسم في تنفيذ اهداف الثورة هي الدرع الواقي لثورتنا فان كانا جردناهم من أموالنا المنهوبة لن يكون في مقدرتهم صرف ٣٠ مليار للحشد ، واذا نظمنا اعلامنا فلن يستطيعوا التعبئة ، ولو أخذنا المجرمين منهم للمحاكمة قطعنا راس الحية ، وتلك أمثال حية للحد من حركتهم ، لان التباطوء في تنفيذ الاهداف أغري المجرمين لمحاولة تبني شعارات الثورة تمهيدا لسرقتها . فبلغت بهم (البجاحة) ان يطالبوا بدماء الشهداء الذين قتلوهم بغدر ودم بارد.
جملة ما حدث يوم السبت يصب في خانة مكاسب للثورة وقيمها ويفضح ويعري فلول النظام المباد . علينا ان نري الامور بمنظار الثائر لا بعيون المتابع.