من اللحظات التي يجب الوقوف عندها كثيراً واستخلاص العبر منها ..لأن ما جرى كان دون ترتيب، ودون استعداد. عندما كان القاضي يتلو الحكم الصادر ضد البشير … هدوء تام داخل القاعة إلا من صوت القاضي الذي يتلو الحكم.. الجميع في حالة ترقب وقلق.
عندما ذكر القاضي اسم الشهيد بإذن الله مجدي محجوب .. فجأة حدث هرج ومرج وصراخ وعويل واضطراب وارتجف القوم، بما فيهم المخلوع نفسه، وارتجت القاعة وعلت الأصوات وتشنج اتباع المخلوع وهيئة دفاعه.
خُيّل لي في تلك اللحظة أن هناك صعقة كهربائية أصابت أتباع المخلوع وهيئة دفاعه، وهذا ما اضطر القاضي إلى طرد هذه الشرذمة من القاعة.
ماذا جرى؟ ولماذا تشنج هؤلاء بهذا الشكل المثير للدهشة؟
أحد أعضاء هيئة الدفاع وبصوت متحشرج وقف خارج القاعة وهو يصرخ: (مجدي أعدموه سنة ٩٠ المحاكمة دي سياسية .. حسبي الله ونعم الوكيل).. والبقية يهتفون: سياسية … سياسية .
في تلك اللحظة تيقنت أن مجدى محجوب عاش بطلاً ومات بطلاً ..لدرجة أن ذكر اسمه فقط يثير الرعب في قلوب هؤلاء.. مجرد ذكر اسمه أصابهم بلوثة وبدؤوا في الصراخ والعويل.
تصرخون: سياسية،كأن مجدي تم إعدامه بقانون … قانون نسجتموه أنتم بأيديكم المرتعشة، وطبقتموه بايديكم الملضخة بدمائه ودماء بقية الضحايا .. وتصرخون اليوم أنها سياسية.
ترتعشون اليوم من ذكر اسم واحد فقط من ضحاياكم في الدنيا! هل سأل أحدكم نفسه ماذا ستفعلون عندما تقفون أمام الله وأنتم حفاة عراة وتحملون أوزار آلاف الضحايا في دارفور وكردفان ومعسكر العيلفون وكجبار و مظاهرات ٢٠١٣ وفض الاعتصام …. الخ ؟
ماذا ستقولون لرب العزة والجلالة . . هل ستقولون له : كنا نحارب من أجل الاسلام ورفع رايه لا إله الا الله؟
أما كما قال أحدكم: (أي كلب يلعب في الدين نحن حنطلع دينو!).
هل هذا هو دينكم وهل هذه أخلاقكم ؟ أين الجزولي..أين الناجي.. أين فقيري.. أين عبد الحي … مما قاله هذا السفيه في زحفكم؟
لماذا لم يصدر أحدهم بياناً يدين ويستنكر هذا القول الفاحش من هذا المعتوه؟ وتبقى المصيبة عظيمة إذا أنتم موافقون على ما قاله.
نعم الوطن يسع الجميع، ويستوعبهم، شريطة أن تحترموا هذا الوطن، وتحترموا شعبه، وتحترموا خياراته، وأنتم بما فعلتوه طوال سنوات حكمكم لستم بخيار هذا الشعب الأبي الآن،عليكم بقبول هذا الحكم رضيتم أم أبيتم أصدر الشعب حكمه، وعلى الباغي تدور الدوائر.
رحم الله مجدي وجرجس وكل ضحايا الانقاذ المشؤوم.
و سلام على من اتبع الهدى.