شاهدت اليوم صورة للأساتذة الطيب مصطفى و الصادق الرزيقي و اخرين في وقفة احتجاجية ضد قرار لجنة إزالة التمكين القاضي بحل اتحاد الصحفيين ضمن قرار حل جميع الاتحادات المهنية و نقابات المنشأة و التحفظ على دورها و ممتلكاتها لحين تكوين لجان تسييرية . و تعجبت ! فهذا قرار متوقع و طبيعي بعد الثورة و لا ينطوي علي أي مخالفات او مصادرة حريات ، إذ أن الثورة أطاحت بكامل النظام و الطبيعي ان تطيح بكل ما تفرع في ظله ، فهل توقع الصادق الرزيقي و الطيب مصطفى الذين كانوا يدافعون عن النظام حتى سقوطه بأن يتركهم الثوار يمرحون و يسرحون؟!! لا اظنهم كانوا يتوقعون ذلك و لكنها وقفة البكاء و العويل على الجاه و النثريات و السفريات هنا و هناك داخل و خارج السودان بإسم الاتحاد .
اعتقد جازما ان الشعب السوداني كله كان سعيدا بقرار حل هذا الاتحاد الذي لم يقدم للصحافة و لا للصحفيين طيلة فترة وجوده شيئا، لم يمنع مصادرة الصحف ، لم يمنع اعتقال الصحفيين ، لم يمنع إيقاف الصحفيين عن الكتابة ، و لم يمنع الرقابة الأمنية القبلية على الصحف ، لم يكن اتحادا صحفيا و إنما كان مجرد ديكور و تمومة جرتق يزين للانقاذ أفعالها الإجرامية في مصادرة حرية التعبير و تكميم الكلمة .
انتخابات اتحاد الصحفيين التي جاءت بالرزيقي نقيبا قاطعتها شبكة الصحفيين السودانيين لأنها تعلم أنها لم تكن انتخابات حقيقية ، و من الأسباب التي ذكرتها الشبكة ان سجل الاتحاد احتوى على أكثر من ٦ آلاف إسم بينما لا يتجاوز الصحافيين الممارسين للمهنة ٩٠٠ صحفي !! و بعد هذا يقول الصادق الرزيقي انه نقيب منتخب !!
من أسوا المجالات التي حدث فيها الفساد في عهد الانقاذ هو مجال الصحافة حيث عمدت الانقاذ إلى رفع بعض الصحفيين بالزانة إلى قمة الصحافة السودانية ، صحفيين لا يملكون لا المؤهل و لا القدرات جاءت بهم الانقاذ عبر المحسوبية و التمكين ليكونوا على قمة السلطة الرابعة حتى تسيطر على كل السلطات و لا تترك مجالا للمعارضين ، و الا فأخبروني هل كان الطيب مصطفى سيكون رئيس مجلس إدارة و مالك صحيفة لو لا نظام الانقاذ ؟؟ ما هي مؤهلاته و من أين له بالمال لولا سلطة إبن أخته البشير التي اغتصابها بالدبابة في ليل اغبر ؟!
و لولا غفلة الزمن و سيطرة نظام الكيزان البائس هل كان الصادق الرزيقي سيصبح نقيبا للصحافيين ؟؟!! من عجب أن صحيفة الانتباهة التي يرأس تحريرها الصادق الرزيقي و كان رئيس مجلس إدارتها الطيب مصطفى هي أسوأ الصحف سمعة في تاريخ السودان ، إذ أنها الصحيفة التي تبنت بشكل مستفز و عنصري قضية انفصال جنوب السودان ، بل عبر خطها هذا ولد الحزب المشوه المسمى حزب منبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفى و الذي كتبت في ديباجة موقعه الأصلية ( ان منبر السلام العادل يرى أن الانفصال هو الحل الوحيد لمشاكل السودان ، فلا داعي لوحدة الدماء و الدموع بين الشمال و الجنوب ) . فكيف بهؤلاء الذين لم يبكوا على انفصال جزء عزيز من الوطن أن يبكوا على حل اتحاد !!! انها المهزلة و لا شيء سواها .
الصحفيون الذين صعدوا للنجومية في عهد نظام الانقاذ شوهوا الضمير السوداني بكتاباتهم ، و مزقوا الوحدة الوطنية بمقالاتهم ، و عطلوا الحس القومي باقلامهم ، و جعلوا السلطة الرابعة مجرد ( غنماية ) لجهاز الأمن يفعل بها ما يشاء ، لذلك حل الاتحاد و التحقيق في مؤهلات و أموال الصحفيين المشبوهين و الصحف السودانية المشبوهة هو خيار ثوري لا يجب التراجع عنه ابدا حفاظا على الامة و انتصارا للثورة .
sondy25@gmail.com