مع نهاية كل عام ميلادي تتداخل الاحتفالات الدينية والسياسية ونستقبل العام الجديد، ونحن أكثر تفاؤلاً بأن المستقبل أفضل بإذن الله ومشيئته، فقد احتفلنا من قبل بمولد رسول الهدى محمدبن عبدالله”صلى الله عليه وسلم”، وتداخلت الاحتفالات بذكرى إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان، مع الاحتفال بمرور عام على ثورة ديسمبر الشعبية.
هذه الأيام بدأت احتفالات المسيحيين الكاثوليك بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، وتستمر الاحتفالات في أستراليا حتى بداية العام القادم لتتزامن مع احتفالات المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد.
جاءت هذه الاحتفالات الدينية والسياسية هذا العام وقد استرد السودان عافيته السياسية وسماحة الإسلام الذي شوهت حقيقته تطبيقات حكم الإنقاذ التي تسببت في دفع السودانيين بجنوب البلاد للانحياز لخيار الانفصال، وأججت الفتن والنزاعات الأهلية حتى وسط المسلمين أنفسهم.
لن أدخل في مقارنة بين حال السودان إبان حكم الإنقاذ وحاله في هذه الفترة الانتقالية رغم قصرها وعدم اكتمال مهامها، يكفي البشريات التي تجسدت وسط أهل السودان قبل نجاح الثورة الشعبية وبعدها في مشاهد ومواقف عملية عززت تماسك النسيج السوداني المجتمعي بكل مكوناته العقدية والسياسية والمناطقية.
في أستراليا لا يستحب مجرد السؤال عن دين المواطن او أصله؛ لأن ذلك قد يؤثر في حقوقه التي توفرها الدولة لكل المواطنين والمقيمين بغض النظر عن معتقداتهم أو أصولهم الإثنية او اتجاهاتهم السياسية.
حيانا أسأل لاغراض المعايدة وسرعان ما أتذكر رد الدكتور زكريا ابراهيم أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة بالخرطوم “النيلين ” حالياً – عليه رحمة الله -، عندما سألناه في مناسبة دينية عن دينه فأجاب قائلاً : لماذا هذا السؤال؟ فقلنا له كي نهنئك بالعيد .. قال لنا هنئوني في كل الأعياد.
هذه الروح الإيمانية الجامعة حرضنا عليها الرحمن الرحيم في محكم التنزيل، وهو يربط بين الإيمان به والإيمان بملائكته وكتبه ورسله أصحاب الرسالات السماوية التي جاءت جميعها لتخرجنا من ظلمات الجاهلية إلى نور الهدى والرشاد.
بهذه الروح الإيمانية نستقبل العام الجديد مهنئين إخواننا المسيحيين كاثوليك واوثوذكس وبروتستانت في جميع أنحاء العالم بعيد ميلاد المسيح عليه السلام سائلين المولى عز وجل أن ينزل سلامه ورحمته وخيره على الارض وبين الناس أجمعين.
كل عام وأنتم ونحن والبشرية جمعاء في سلام وتعايش ومحبة وخير عميم.