في مقالي الأخير الذي أرسلت في أربع رسائل من شباب الثورة لكل من (قوى الحرية و مجلس الوزراء والحركات المسلحة وأنصار الحزب المحلول)، وقطعت وعداً بارسال الرسالة الخامسة إلى شباب الثورة انفسهم .
ورغم ان بعض الكتاب والصحفيين الكبار قد سبقوني بإرسال الرسالة نفسها إلى لجان المقاومة مثل استاذنا صاحب العمود المقروء ( ساخر سبيل) الفاتح جبرا وأيضا القانوني الضليع سيف حمدنا الله ..ولكن لا بأس من التكرار .
رسالتي إلى شباب الثورة ولجان المقاومة تقول: “أنتم صناع الثورة ووقودها وأنتم من تحملتم رصاص الغدر بصدوركم العارية، واستنشقتم دخان البمبان حتى الثمالة .. أنتم حراس المتاريس .. فارتقى من استشهد منكم إلى حيث لا يظلم عنده أحد باذلاً روحه فداءا لهذا الوطن، وبقي من بقي منكم وما بدلتم تبديلاً”.
بعد أشهر معدودة سينقضي أجل الفترة الانتقالية … وأخشى ما أخشى أنكم ستتنكبون الطريق بعد انقضاء الفترة الانتقالية، وستتجاذبكم الأحزاب يميناً ويساراً ووسطاً، وستذوبون داخل هذه الاحزاب المهترئة، وسيذهب ريحكم و(كأنك يا زيد ما غزيت).
وإذا حدث ذلك ( وهو المتوقع أصلا حسب المعطيات)، فإن أعظم فرصة لبناء السودان الذي تحلمون به ونحلم به نحن معكم تكون الفرصة قد أفلتت من بين ايديكم .
لم يحدث في تاريخ السودان قديمه وحديثه التفاف وتوحد بهذا الشكل المذهل، كالذي نجده في لجان المقاومة في كل قرى وفرقان ومدن السودان.
هذه فرصة تاريخيه لتكوين تكتل شبابي يضم كل شباب هذا الوطن تحت راية واحدة فقط هي راية السودان ولا راية غيرها … بعيداً من الاحزاب التقليدية التي أذاقتنا الأمرين، وقلبت نهارات ديمقراطياتنا السابقة الى ليل بهيم كالح السواد …
قاعدتكم الجماهيرية الشبابية موجودة ومستعدون . قليل من الترتيب والتنظيم وستخلقون أعظم تكتل أو تجمع أو حزب ليس في السودان وحده بل في كل العالم.
اسمعوها نصيحة مني لا تسلموا أمر هذا الوطن لأحزابنا الفاشلة، ولا تتركوا ثورتكم العظيمة التي مهرتوها بدمائكم الذكية للسيدين، وأحزاب اليسار العتيقة حتى لا تصحوا يوماً ما على صوت المارشات العسكرية في انتظار البيان الأول .
أعلم اأكم ستجدون مقاومة عنيفة ليس من الكيزان هذه المرة، ولكن من أحزابنا الفاشلة؛ حتى لا تنجحوا في تكوين ما أندي به .
نقطة أخيرة لا بد من الإشارة إليها … دعوتي هذه ليست دعوة إلى الخروج على مواثيق الفترة الانتقالية، والوقوف ضد قوى الحرية والتغيير .. أرجو ألا يفهم كذلك … ساندوا الفترة الانتقالية بكل قوة .. ساندوا حكومة حمدوك وقوى الحرية والتغيير بكل قوة أيضاً، واعملوا على تأمين وحدة قوى الحرية والتغيير بكل ما أوتيتم من نشاط وقوة .
لا تعملوا على إحداث أي شرخ داخل مكون قوى الحرية والتغيير خلال الفترة الانتقالية؛ لأن ذلك سيتضرر منه الجميع وأول المتضررون ستكونون انتم .
أنا اتحدث عما بعد الفترة الانتقالية، وقطعا ًالاستعداد لتلك الفترة يجب البدء فيه من الآن.
هذه رسالتي الخامسة والأخيرة لكم.
والسلام على من اتبع الهدى.